مظاهر محزنة في رمضان فانتبهوا لها

أندهش أن تنفلت الأسعار وتخرج عن دائرة المعقول قبل قدوم
شهر رمضان.
فزيادة الأسعار ترتبط بقدوم أي موسم أو مناسبة عظيمة.
هكذا يحدث في شهر رمضان وهو ليس كأي شهر.
فالمفترض فيه أن نتأهل لزيادة الجرعات الإيمانية وشحن النفس
بما يؤهلها على تحمّل ضغوط الحياة.
ولكن العكس ما نراه.
فيتهافت فيه الناس على خزن السلع والبضائع بكافة أشكالها
كما لو كنا مقدمين على مجاعة أو شح في الغذاء.

*************************************

والأكثر دهشة أن تنفلت الأعصاب ويغضب المرء في هكذا
شهر فضيل ولا يتحمل أحد أحداً فيه.
فنجد الأعصاب مشدودة كأوتار الآلات الموسيقية إذ لم يحسن المرء
التعامل معها.
تتمزق وتصيبنا بجروح وآلام رهيبة.
لا ينفع الندم بعدها.
رمضان فرصة لتحسين معاملاتنا الإنسانية والتواصل مع الآخرين
بشكل أفضل وأرقى.
فالسيطرة على النفس البشرية في ذلك الشهر الفضيل هو الفوز
برضا الله ثم برضا العباد.

**************************************

وتتملكني الدهشة الكبرى حينما أجد من يستدين لأجل قضاء
شهر رمضان بما لذ وطاب من أطعمة وحلويات.
لتمتد الكروش سنتيمترات إلى الأمام فتمنع المرء من
الركوع والسجود.
وتزداد الدهشة حينما نستبدل التلفزيون بحجم بوصات أكبر
وبإمكانيات أكثر حتى تكون الرؤية متاحة ويسيرة لما هو ممنوع
في شهر رمضان.
وتتعاظم الدهشة عندما نرى البعض يسهر حتى قبيل صلاة الفجر
بدقائق ثم يذهب إلى النوم بدلاً من الذهاب إلى المساجد.

**************************************

وتتسع دائرة الدهشة حينما يجتمع الكبار والصغار في المقاهي
والخيم الرمضانية الفنية التي تزداد فيها جرعات اللهو وتنفلت
فيها الشهوات لتخرج عن نطاقها الاخلاقي.
كما نري زيادة ملحوظة في مرتادي الأسواق ليس للتسوق
وإنما لمشاهدة مظاهر الخلاعة والعري من جميع الجنسيات.
وتعلم الجديد في فن معاكسة خلق الله والتلصص عليهم
والاحتكاك بهم.
وتبادل الحديث من كليبات البلوتوث المفتوح دائماً تلك التقنية
التي لا يمكن السيطرة عليها أمنياً.

*************************************

وليت الدهشة تتوقف عند بيوت الله حيث نسمع نغمات الجوال
المستفزة والناس بين أيادي الرحمن.
وأطفال تتقافز حولك تصيح بأعلى صوت تختلط وهمهمات جانبية
ليس محلها المسجد.
وصراخ الرضع الذين انشغلت عنهم أمهاتهم بأحاديث نساء
وجدوا المسجد خير مكان للقاء وتبادل الأحاديث وآخر أخبار البيوت والصديقات.
*************************************