اللقاء الأول مع الأديب والشاعر: عبد الله بن سالم العطاس
صفحة 1 من اصل 1
اللقاء الأول مع الأديب والشاعر: عبد الله بن سالم العطاس
اللقاء الأول مع الأديب الرفيع والشاعر المبدع : عبد الله بن سالم العطاس
حسين بن رشود العفنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللقاء الأول مع الأديب الرفيع والشاعر المبدع : عبد الله بن سالم العطاس
حاوره : حسين العفنان ـ موقع رواء الأدبي
(1)
الأدب الإسلامي
شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها ، لها ظلّ وارف ، قد علّقت بأغصانها مصابيح بمثابة منارات للسالكين .
اهتدى إليه قوم أشربت قلوبهم الغضّة الخير فوجدوا في أفيائه ما طاب لقلوبهم ، وما زال آخرون في تيه عنه !
لا يضيره قلة الواردين ، ويسعد لطيب المتفيّئين !
(2)
نص مضيء من قلم مظلم
سبحان من يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ ، نقبس الضياء إن لم يكن لدينا مثيل له أو أحسن منه ، ولا يدعونا ذلك للترويج لذاك القلم المظلم ، فالكلمة الخبيثة جديرة بالوأد مع صاحبها !
وثمّة تفصيل يغني عنه ما سبق !
(3)
القصة القصيرة جدا
فن جميل جدا يختزل السطور في كلمات ، ويحلّق بالذهن لآفاق رحبة من خلال عبارات قليلة ، وهي محتاجة لطرفين لازمين : كاتب بارع وقارىء حاذق !
(4)
قصيدة النثر
لا يمكن أن يجتمع النقيضان ؛ فالشعر شعر والنثر نثر ، وإن أجلب المهرطقون !
ثم إن أغلب ما قرأته شخصيا في هذا الجانب لا يمثل قيمة يعتدّ بهما ، وهو إلى الطلاسم أقرب !
(5)
قنوات الشعر الملحون الفضائية
الحمد لله الذي عافاني من متابعة الفضائيات على اختلاف مشاربها ، وقضيّة الشعر الملحون _"العاميّ" كما فهمت_ بقنواته ومجلاته وصفحاته وصحفه قضيّة خطيرة ، فهذا الانتشار المسيطر يمثّل حربا حقيقية على لغة القرآن ، وتدميراً لذائقة الأجيال ، وكم أصبت بالأسى حين طلبت من بعض الطلاب تقديم ما لديهم من محاولات أدبية فلم يصلني غير الشعر العاميّ !
(6)
الإبحار من مرفأ التراث تخلف
بل التراث هو المرفأ والبحر والسفينة والشراع ، والتخلف كل التخلف أن يرمي الإنسان نفسه وسط اليمّ مباشرة وهو لا يتقن العوم !
هل رأيت بناء يقام من غير أسس ؟!
إن من مشكلاتنا _نحن المسلمين والعرب_ في العصر الحاضر الانبهار بالحضارة الغربية والانجراف خلف تيار التقدم المادي في تبعية مشينة دون مراعاة لخلق ولا دين ، بل إننا في الوقت الذي نرى فيه هذا الإعجاب _الذي يصل عند بعضهم إلى الانسلاخ من عروبته بل من إسلامه أحيانا_ نرى أننا في كثير من أوجه هذه التبعية لا نأخذ إلا أسوأ ما لديهم !
على أنّ بوادر صحوة ويقظة ظهرت _وإن خفتت قليلا_ إلا أن أوراها ما زال متقدا ، وسيضيء بإذن الله قلوب العباد وأرجاء البلاد ، وسترفرف راية الحقّ في أرجاء المعمورة !
وإن عقلاء كلّ أمة ليدركون جيّدا أن أسباب الرقيّ لا يمكن أن تتصل إلا بشدّها بالماضي العريق ومواصلة ما بناه الأجداد !
ولا يغرّنك ظهور المنخدعين وتمكنهم من بثّ أفكارهم المنسلخة عن الحقّ ، فثمة من يعمل في دأب ويبني دون كلل للوصول بالأمة إلى ما ينبغي لها وما هي جديرة به !
(7)
رابطة الأدب الإسلامي العالمية
اسم جميل بكل كلمة فيه ، ولو تأملنا فيه لأدركنا أن هذه الكلمات الأربع تشعّ نوراً لا يمكن أن تحجبه أستار الظلام !
وقد انقسم الناس تجاه هذه الرابطة إلى أقسام عدّة : فهناك من يتابع هذه الرابطة ويرعاها ويؤمن بأفكارها ودورها العظيم الذي تقوم به ويحاول أن يقدّم كل ما يستطيعه في سبيل الوصول بها لمبتغاها. وآخرون على النقيض قد أشربت قلوبهم بغض كلّ ما له صلة بالخير وامتلأت أفئدتهم غيظا وحنقا ضدّ كل سبيل يمكّن من الوصول إليه ؛ فلم تسلم الرابطة من أذاهم الذي أملته عليهم نفوسهم المريضة .
وقسم ثالث وقف من الرابطة موقف الضد مع أنه محسوب على سالكي طريق الخير ، ولكن لسبب أو لآخر كان منه ذلك ، حتى إنّ بعضهم نادى بإغلاق الرابطة وأعلن أنها أثبتت فشلها على امتداد سنوات وجودها ، وهؤلاء لم ينظروا للرابطة نظرة إنصاف ، ولم يطّلعوا على إنجازاتها التي تشكر ولا تكفر وتذكر ولا تنكر ، رغم ما يقف في طريقها من عقبات كان الأولى بهم أن يسعوا في تذليلها . وقسم أحب الرابطة وأعجب بأفكارها فاكتفى بتوجيه النصح وتقويم مسيرة الرابطة وتسجيل ما يراه من أوجه النقص لديها وهو أمر يعدّ مهمّا ويحمد لهم ذلك . وآخرون وقفوا وقفة المتفرج !
وهنا قضية أرى أنها مهمة وهي ضرورة التعجيل بإحياء المنتدى التفاعلي لهذه الرابطة ، وأن يلتزم جميع أعضاء الرابطة على اختلاف أماكنهم وتنوّع ملكاتهم بالحضور والتفاعل ، وأنا على يقين بأن مثل هذا المنتدى سيكون مقصد الأدباء ، لا سيّما إذا حرصت الرابطة على وجود كبار أدبائها ونقادها بشكل تفاعلي دائم !
(
لا طبقية بين الأجناس الأدبية
التعبير عمّا يختلج في الفؤاد وتمور به النفس تعبيراً جميلاً ممزوجاً بوقود عاطفة تضمن تأثيره في المتلقي ؛ ذاك هو الأدب في أيّ قالب جاء !
وقد يطغى جنس أدبي على آخر في زمن ما ، أو لدى فئة معينة ... وليس ذلك عائداً إلى تفاضل بين تلك الأجناس ، ولكن سبب ذلك في الدرجة الأولى هو المتلقي وما يحدثه ذاك النوع الأدبي من أثر في نفسه ، ومردّ ذلك إلى القيمة الفنية الرفيعة التي يحملها ذلك الأدب !
ولئن قيل "الشعر ديوان العرب" فلقد مرّت فترات فاقت "الخطبةُ" _وهي نوع أدبي رفيع_ الشعرَ ، كما أنّ الرواية ربما طغت على الشعر لدى فئة من المتلقين أوالأدباء !
ألم يغيّر النبيّ _صلى الله عليه وسلّم_ مفاهيم قوم وأفكارهم بخطبه البليغة الصادقة ؟ وفي الوقت ذاته لم يُغفِل الشعرَ بل كان وما زال منذ ذلك الوقت سلاحاً مهما من أسلحة الدعوة الإسلامية ، كما التفت صلّى الله عليه وسلّم إلى جنس أدبي آخر وهو "الرسائل" التي تعدّ بلا شكّ نوعا من أنواع الأدب الرفيعة !
(9)
الغموض في الإبداع والنقد
يمكن أن أقول إن الغموض نوعان : غموض تشويق وغموض تعمية ؛ فالأول لا بأس به بل ربّما كان مطلوباً في بعض الأحيان ، وما أجمل ذلك النص الذي يغلّفه غشاء رقيق من الغموض لا يلبث أن ينكشف عن معنى تشعر بلذّة وأنت تراه بعين فؤادك ، أويفتح أمام ناظريك آفاقا من المعاني المحتملة التي تحمل أبعاداً من الرؤى المتنوعة . وأما النوع الثاني فهو في نظري مردود مرفوض ، وما أسوأ وقع ذلك النصّ المبهم الغامض الذي لا تستطيع أن تخرج منه بشيء ، وربما شعرت وأنت تقرؤه بشيء من الضيق والكدر الذي قد يؤدي بك إلى الانفجار الوجداني ، وكأنك تمشي بسيارة قد انفجرت إطاراتها _ولم يبق إلا حديدها_ على أرض صخرية !
كما أن الغموض في النقد يفقده قيمته التي وجد من أجلها ، فأي جدوى من نقد لا يُدرَك مغزاه ، والمصيبة أن بعض ذلك النقد قد يصدر من أناس يشار إليهم بأنهم نقاد كبار ، وأي ناقد كبير ذلك الذي (يطلسم) في نقده ولا يكتفي بالنص حتى يدخل معه كلمة "انتهى" _بحروفها أوبرموزها_ مضفيا عليها من نقده ما لا يخطر على بال !
وهنا قد يجتمع الغموض وما يمكن أن نسميه الفوضى النقدية !
(10)
أتذوق النثر ولا أتذوق الشعر
النثر كلام مرسل لا يقيده شيء من الوزن ولا القافية ، وقد يكون بسبب ذلك أيسر كتابة وتذوّقا من الشعر عند بعضهم ، لا سيّما وأن الشاعر قد تضطره تلك القيود لشيء من التقديم والتأخير أواستخدام ألفاظ بها شيء من الغرابة ، فربما أفضى ذلك إلى عدم الاستمتاع بشعره من قبل من يبحثون عن المتعة الفنية المباشرة التي لا تحتاج إلى بحث وتأمل !
وإن كنت أرى أن الجمال يفرض نفسه ويشدّ المتلقي في أي صورة جاء شعراً أونثراً ، وكم من قصيدة كتبت بيد شاعر مقتدر فجاءت منسابة عذبة تدخل إلى القلوب بلا استئذان !
كما أودّ أن أشير هنا إلى أن اكتمال الاستمتاع بالشعر لا يتأتى غالبا من القراءة الأولى ، بل لا بدّ من التكرار والتأمل.
ومن يملك أدوات التذوق الفني فلن يقف القالب في وجه تذوّقه واستمتاعه !
(11)
لا دلالة قطعية للنص
غالبا ما يقصد الأديب من نصّه معنى محددا ، لكن إدراك القرّاء قد يتفاوت ويتعدد ، وإن كان ثمة عبارات لا تحتمل أكثر من دلالة ، وإنما يكون تفاوت المعنى بحسب المتلقين في تلك العبارات التي تحتمل أكثر من معنى ويمكن تأويلها بدلالات مختلفة ، وقد يقصد الشاعر ذلك وقد يأتي عرضا !
(12)
عمل إبداعي كتب بالعامية
لهذا السؤال علاقة بما سبقت الإشارة إليه في السؤال الخامس من تمكن العامية واستفحال خطرها ، ولا شكّ أن ما يكتب بالعامية ليس خلوا من الإبداع ، بل ربما وجدت نصوصا بالعامية تفوق بعض النصوص الفصحى ، لكن مشكلتها أنها كتبت بالعامية !
(13)
شاعر كبير حياته وجهده في خبر مهمل
كثيرون هم أولئك الكبار الذين أهملتهم الأخبار في حياتهم وبعد مماتهم ، وفي المقابل كثيرون هم الصغار الذين أضحوا كباراً بفعل الآلة الإعلامية ، وما زال الداء مستمراً ، وإنا لنرجو أن يأتي اليوم الذي يتبوّأ فيه الكبار أماكنهم المستحقة ويشاع أدبهم في الآفاق ، ولعلّ وسائل النشر الحديثة _وما سيستجدّ_ تسهم في ذلك وتذهب بكثير من أعراض الداء !
(14)
عبد الله العطاس في سطور
_عبدالله بن سالم بن عبدالله باهادون العطاس
_ولدت في مدينة "أبي عريش" من منطقة "جازان" في السابع والعشرين من ربيع الأول عام تسع وتسعين وثلاثمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة.
_حفظت القرآن في الثانية عشرة.
_تخرجت في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف من الهجرة.
_أعمل في التعليم العام منذ خمس سنوات ، وهذه السادسة في مدارس تحفيظ القرآن الكريم الثانوية بمحافظة الداير من بني مالك.
حسين بن رشود العفنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللقاء الأول مع الأديب الرفيع والشاعر المبدع : عبد الله بن سالم العطاس
حاوره : حسين العفنان ـ موقع رواء الأدبي
(1)
الأدب الإسلامي
شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها ، لها ظلّ وارف ، قد علّقت بأغصانها مصابيح بمثابة منارات للسالكين .
اهتدى إليه قوم أشربت قلوبهم الغضّة الخير فوجدوا في أفيائه ما طاب لقلوبهم ، وما زال آخرون في تيه عنه !
لا يضيره قلة الواردين ، ويسعد لطيب المتفيّئين !
(2)
نص مضيء من قلم مظلم
سبحان من يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ ، نقبس الضياء إن لم يكن لدينا مثيل له أو أحسن منه ، ولا يدعونا ذلك للترويج لذاك القلم المظلم ، فالكلمة الخبيثة جديرة بالوأد مع صاحبها !
وثمّة تفصيل يغني عنه ما سبق !
(3)
القصة القصيرة جدا
فن جميل جدا يختزل السطور في كلمات ، ويحلّق بالذهن لآفاق رحبة من خلال عبارات قليلة ، وهي محتاجة لطرفين لازمين : كاتب بارع وقارىء حاذق !
(4)
قصيدة النثر
لا يمكن أن يجتمع النقيضان ؛ فالشعر شعر والنثر نثر ، وإن أجلب المهرطقون !
ثم إن أغلب ما قرأته شخصيا في هذا الجانب لا يمثل قيمة يعتدّ بهما ، وهو إلى الطلاسم أقرب !
(5)
قنوات الشعر الملحون الفضائية
الحمد لله الذي عافاني من متابعة الفضائيات على اختلاف مشاربها ، وقضيّة الشعر الملحون _"العاميّ" كما فهمت_ بقنواته ومجلاته وصفحاته وصحفه قضيّة خطيرة ، فهذا الانتشار المسيطر يمثّل حربا حقيقية على لغة القرآن ، وتدميراً لذائقة الأجيال ، وكم أصبت بالأسى حين طلبت من بعض الطلاب تقديم ما لديهم من محاولات أدبية فلم يصلني غير الشعر العاميّ !
(6)
الإبحار من مرفأ التراث تخلف
بل التراث هو المرفأ والبحر والسفينة والشراع ، والتخلف كل التخلف أن يرمي الإنسان نفسه وسط اليمّ مباشرة وهو لا يتقن العوم !
هل رأيت بناء يقام من غير أسس ؟!
إن من مشكلاتنا _نحن المسلمين والعرب_ في العصر الحاضر الانبهار بالحضارة الغربية والانجراف خلف تيار التقدم المادي في تبعية مشينة دون مراعاة لخلق ولا دين ، بل إننا في الوقت الذي نرى فيه هذا الإعجاب _الذي يصل عند بعضهم إلى الانسلاخ من عروبته بل من إسلامه أحيانا_ نرى أننا في كثير من أوجه هذه التبعية لا نأخذ إلا أسوأ ما لديهم !
على أنّ بوادر صحوة ويقظة ظهرت _وإن خفتت قليلا_ إلا أن أوراها ما زال متقدا ، وسيضيء بإذن الله قلوب العباد وأرجاء البلاد ، وسترفرف راية الحقّ في أرجاء المعمورة !
وإن عقلاء كلّ أمة ليدركون جيّدا أن أسباب الرقيّ لا يمكن أن تتصل إلا بشدّها بالماضي العريق ومواصلة ما بناه الأجداد !
ولا يغرّنك ظهور المنخدعين وتمكنهم من بثّ أفكارهم المنسلخة عن الحقّ ، فثمة من يعمل في دأب ويبني دون كلل للوصول بالأمة إلى ما ينبغي لها وما هي جديرة به !
(7)
رابطة الأدب الإسلامي العالمية
اسم جميل بكل كلمة فيه ، ولو تأملنا فيه لأدركنا أن هذه الكلمات الأربع تشعّ نوراً لا يمكن أن تحجبه أستار الظلام !
وقد انقسم الناس تجاه هذه الرابطة إلى أقسام عدّة : فهناك من يتابع هذه الرابطة ويرعاها ويؤمن بأفكارها ودورها العظيم الذي تقوم به ويحاول أن يقدّم كل ما يستطيعه في سبيل الوصول بها لمبتغاها. وآخرون على النقيض قد أشربت قلوبهم بغض كلّ ما له صلة بالخير وامتلأت أفئدتهم غيظا وحنقا ضدّ كل سبيل يمكّن من الوصول إليه ؛ فلم تسلم الرابطة من أذاهم الذي أملته عليهم نفوسهم المريضة .
وقسم ثالث وقف من الرابطة موقف الضد مع أنه محسوب على سالكي طريق الخير ، ولكن لسبب أو لآخر كان منه ذلك ، حتى إنّ بعضهم نادى بإغلاق الرابطة وأعلن أنها أثبتت فشلها على امتداد سنوات وجودها ، وهؤلاء لم ينظروا للرابطة نظرة إنصاف ، ولم يطّلعوا على إنجازاتها التي تشكر ولا تكفر وتذكر ولا تنكر ، رغم ما يقف في طريقها من عقبات كان الأولى بهم أن يسعوا في تذليلها . وقسم أحب الرابطة وأعجب بأفكارها فاكتفى بتوجيه النصح وتقويم مسيرة الرابطة وتسجيل ما يراه من أوجه النقص لديها وهو أمر يعدّ مهمّا ويحمد لهم ذلك . وآخرون وقفوا وقفة المتفرج !
وهنا قضية أرى أنها مهمة وهي ضرورة التعجيل بإحياء المنتدى التفاعلي لهذه الرابطة ، وأن يلتزم جميع أعضاء الرابطة على اختلاف أماكنهم وتنوّع ملكاتهم بالحضور والتفاعل ، وأنا على يقين بأن مثل هذا المنتدى سيكون مقصد الأدباء ، لا سيّما إذا حرصت الرابطة على وجود كبار أدبائها ونقادها بشكل تفاعلي دائم !
(
لا طبقية بين الأجناس الأدبية
التعبير عمّا يختلج في الفؤاد وتمور به النفس تعبيراً جميلاً ممزوجاً بوقود عاطفة تضمن تأثيره في المتلقي ؛ ذاك هو الأدب في أيّ قالب جاء !
وقد يطغى جنس أدبي على آخر في زمن ما ، أو لدى فئة معينة ... وليس ذلك عائداً إلى تفاضل بين تلك الأجناس ، ولكن سبب ذلك في الدرجة الأولى هو المتلقي وما يحدثه ذاك النوع الأدبي من أثر في نفسه ، ومردّ ذلك إلى القيمة الفنية الرفيعة التي يحملها ذلك الأدب !
ولئن قيل "الشعر ديوان العرب" فلقد مرّت فترات فاقت "الخطبةُ" _وهي نوع أدبي رفيع_ الشعرَ ، كما أنّ الرواية ربما طغت على الشعر لدى فئة من المتلقين أوالأدباء !
ألم يغيّر النبيّ _صلى الله عليه وسلّم_ مفاهيم قوم وأفكارهم بخطبه البليغة الصادقة ؟ وفي الوقت ذاته لم يُغفِل الشعرَ بل كان وما زال منذ ذلك الوقت سلاحاً مهما من أسلحة الدعوة الإسلامية ، كما التفت صلّى الله عليه وسلّم إلى جنس أدبي آخر وهو "الرسائل" التي تعدّ بلا شكّ نوعا من أنواع الأدب الرفيعة !
(9)
الغموض في الإبداع والنقد
يمكن أن أقول إن الغموض نوعان : غموض تشويق وغموض تعمية ؛ فالأول لا بأس به بل ربّما كان مطلوباً في بعض الأحيان ، وما أجمل ذلك النص الذي يغلّفه غشاء رقيق من الغموض لا يلبث أن ينكشف عن معنى تشعر بلذّة وأنت تراه بعين فؤادك ، أويفتح أمام ناظريك آفاقا من المعاني المحتملة التي تحمل أبعاداً من الرؤى المتنوعة . وأما النوع الثاني فهو في نظري مردود مرفوض ، وما أسوأ وقع ذلك النصّ المبهم الغامض الذي لا تستطيع أن تخرج منه بشيء ، وربما شعرت وأنت تقرؤه بشيء من الضيق والكدر الذي قد يؤدي بك إلى الانفجار الوجداني ، وكأنك تمشي بسيارة قد انفجرت إطاراتها _ولم يبق إلا حديدها_ على أرض صخرية !
كما أن الغموض في النقد يفقده قيمته التي وجد من أجلها ، فأي جدوى من نقد لا يُدرَك مغزاه ، والمصيبة أن بعض ذلك النقد قد يصدر من أناس يشار إليهم بأنهم نقاد كبار ، وأي ناقد كبير ذلك الذي (يطلسم) في نقده ولا يكتفي بالنص حتى يدخل معه كلمة "انتهى" _بحروفها أوبرموزها_ مضفيا عليها من نقده ما لا يخطر على بال !
وهنا قد يجتمع الغموض وما يمكن أن نسميه الفوضى النقدية !
(10)
أتذوق النثر ولا أتذوق الشعر
النثر كلام مرسل لا يقيده شيء من الوزن ولا القافية ، وقد يكون بسبب ذلك أيسر كتابة وتذوّقا من الشعر عند بعضهم ، لا سيّما وأن الشاعر قد تضطره تلك القيود لشيء من التقديم والتأخير أواستخدام ألفاظ بها شيء من الغرابة ، فربما أفضى ذلك إلى عدم الاستمتاع بشعره من قبل من يبحثون عن المتعة الفنية المباشرة التي لا تحتاج إلى بحث وتأمل !
وإن كنت أرى أن الجمال يفرض نفسه ويشدّ المتلقي في أي صورة جاء شعراً أونثراً ، وكم من قصيدة كتبت بيد شاعر مقتدر فجاءت منسابة عذبة تدخل إلى القلوب بلا استئذان !
كما أودّ أن أشير هنا إلى أن اكتمال الاستمتاع بالشعر لا يتأتى غالبا من القراءة الأولى ، بل لا بدّ من التكرار والتأمل.
ومن يملك أدوات التذوق الفني فلن يقف القالب في وجه تذوّقه واستمتاعه !
(11)
لا دلالة قطعية للنص
غالبا ما يقصد الأديب من نصّه معنى محددا ، لكن إدراك القرّاء قد يتفاوت ويتعدد ، وإن كان ثمة عبارات لا تحتمل أكثر من دلالة ، وإنما يكون تفاوت المعنى بحسب المتلقين في تلك العبارات التي تحتمل أكثر من معنى ويمكن تأويلها بدلالات مختلفة ، وقد يقصد الشاعر ذلك وقد يأتي عرضا !
(12)
عمل إبداعي كتب بالعامية
لهذا السؤال علاقة بما سبقت الإشارة إليه في السؤال الخامس من تمكن العامية واستفحال خطرها ، ولا شكّ أن ما يكتب بالعامية ليس خلوا من الإبداع ، بل ربما وجدت نصوصا بالعامية تفوق بعض النصوص الفصحى ، لكن مشكلتها أنها كتبت بالعامية !
(13)
شاعر كبير حياته وجهده في خبر مهمل
كثيرون هم أولئك الكبار الذين أهملتهم الأخبار في حياتهم وبعد مماتهم ، وفي المقابل كثيرون هم الصغار الذين أضحوا كباراً بفعل الآلة الإعلامية ، وما زال الداء مستمراً ، وإنا لنرجو أن يأتي اليوم الذي يتبوّأ فيه الكبار أماكنهم المستحقة ويشاع أدبهم في الآفاق ، ولعلّ وسائل النشر الحديثة _وما سيستجدّ_ تسهم في ذلك وتذهب بكثير من أعراض الداء !
(14)
عبد الله العطاس في سطور
_عبدالله بن سالم بن عبدالله باهادون العطاس
_ولدت في مدينة "أبي عريش" من منطقة "جازان" في السابع والعشرين من ربيع الأول عام تسع وتسعين وثلاثمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة.
_حفظت القرآن في الثانية عشرة.
_تخرجت في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف من الهجرة.
_أعمل في التعليم العام منذ خمس سنوات ، وهذه السادسة في مدارس تحفيظ القرآن الكريم الثانوية بمحافظة الداير من بني مالك.
Ghassan- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 402
العمر : 76
نقاط : 243
الموقع : www.danialv.jeeran.com
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
مواضيع مماثلة
» [size=24]قصيدة ( العدو اللدود) والشاعر الفلسطيني ابو صهيب [/
» بماذا فضل الله نبينا محمدا صلى الله عليه و سلم على سائر الأن
» حديث (من ترك صلاة الصبح فليس في وجهه نور)
» إلى الطور الأول،
» فضل العشرة الأول من ذي الحجة
» بماذا فضل الله نبينا محمدا صلى الله عليه و سلم على سائر الأن
» حديث (من ترك صلاة الصبح فليس في وجهه نور)
» إلى الطور الأول،
» فضل العشرة الأول من ذي الحجة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى