فرضية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
منتديات دانيال :: مجالس دانيال الدينية و الأدبية و العلمية و التقنية :: المجالس الدينية :: المواضيع الدينية
صفحة 1 من اصل 1
فرضية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
فرضية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين، بل إن إيمان العبد متوقف على وجود هذه المحبة، فلا يدخل المسلم في عِداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه التي بين جنبيه ومن ولده ووالده والناس أجمعين، قال عز وجل: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } (التوبة 24) . وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).
وهذه المحبة وإن كانت عملاً قلبياً، إلا أن آثارها ودلائلها لابد وأن تظهر على جوارح الإنسان، وفي سلوكه وأفعاله، فالمحبة لها مظاهر وشواهد تميز المحب الصادق من المدعي الكاذب، وتميز من سلك مسلكاً صحيحاً ممن سلك مسالك منحرفة في التعبير عن هذه المحبة.
وأول هذه الشواهد والدلائل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه، فإن أقوى شاهد على صدق الحب - أيا كان نوعه - هو موافقة المحب لمحبوبه، وبدون هذه الموافقة يصير الحب دعوى كاذبة، ولذلك كان أكبر دليل على صدق الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو طاعته واتباعه، فالاتباع هو دليل المحبة الأول، وشاهدها الأمثل، بل كلما عظم الحب زادت الطاعة له صلى الله عليه وسلم، فالطاعة إذا هي ثمرة المحبة، ولذلك حسم القرآن دلائل المحبة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام في آية المحنة وهي قوله جل وعلا: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} (آل عمران:31)، فإذا كان الله عز وجل قد جعل اتباع نبيه دليلاً على حبه سبحانه، فهو من باب أولى دليل على حب النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحسن البصري رحمه الله " زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية".
وصدق القائل :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم، هو من أطاعه واقتدى به، وآثر ما يحبه الله ورسوله على هوى نفسه.
ومن دلائل محبته صلى الله عليه وسلم تعظيمه وتوقيره والأدب معه، بما يقتضيه مقام النبوة والرسالة من كمال الأدب وتمام التوقير، وهو من أعظم مظاهر حبه، ومن آكد حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته، كما أنه من أهم واجبات الدين، قال تعالى: {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً } (الفتح: 9). فالتسبيح لله عز وجل، والتعزير والتوقير للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو بمعنى التعظيم.
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم تقديمه على كل أحد، والثناء عليه بما هو أهله، وتوقير حديثه، وعدم رفع الصوت عليه أو التقديم بين يديه، وكثرة الصلاة والسلام عليه.
ومن دلائل هذه المحبة أيضا الاحتكام إلى سنته وشريعته، فقد أقسم الله عز وجل بنفسه أن إيمان العبد لا يتحقق حتى يرضى بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وأحواله، وحتى لا يبقى في صدره أي حرج أو اعتراض على هذا الحكم، فقال سبحانه: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} (النساء: 65)، وجعل الإعراض عن سنته وترك التحاكم إليها من علامات النفاق والعياذ بالله، فقال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} (النساء: 60-61).
ومن الدلائل أيضا على محبته صلى الله عليه وسلم الذَّبُّ عنه، والدفاع عن سنته، ضد كل مبطل ومشكك، والحرص على نشرها بين الناس صافية نقية من كل ما علق بها من شوائب البدع.
إن المحبة أخي المسلم ليست ترانيم تغنى ولا قصائد تنشد ولا كلمات تقال، ولكنها طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وعمل بالمنهج الذي حمله ودعا إليه، وإلا فأي تعظيم أو محبة للنبي صلى الله عليه وسلم لدى من شك في خبره، أو استنكف عن طاعته، أو تعمد مخالفته، أو ابتدع في دينه، فاحرص على فهم المحبة فهماً صحيحا وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتك في كل أقوالك وأفعالك ففي ذلك الخير لك في الدنيا والآخرة، قال الله جل وعلا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الأحزاب:21).
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين، بل إن إيمان العبد متوقف على وجود هذه المحبة، فلا يدخل المسلم في عِداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه التي بين جنبيه ومن ولده ووالده والناس أجمعين، قال عز وجل: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } (التوبة 24) . وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).
وهذه المحبة وإن كانت عملاً قلبياً، إلا أن آثارها ودلائلها لابد وأن تظهر على جوارح الإنسان، وفي سلوكه وأفعاله، فالمحبة لها مظاهر وشواهد تميز المحب الصادق من المدعي الكاذب، وتميز من سلك مسلكاً صحيحاً ممن سلك مسالك منحرفة في التعبير عن هذه المحبة.
وأول هذه الشواهد والدلائل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه، فإن أقوى شاهد على صدق الحب - أيا كان نوعه - هو موافقة المحب لمحبوبه، وبدون هذه الموافقة يصير الحب دعوى كاذبة، ولذلك كان أكبر دليل على صدق الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو طاعته واتباعه، فالاتباع هو دليل المحبة الأول، وشاهدها الأمثل، بل كلما عظم الحب زادت الطاعة له صلى الله عليه وسلم، فالطاعة إذا هي ثمرة المحبة، ولذلك حسم القرآن دلائل المحبة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام في آية المحنة وهي قوله جل وعلا: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} (آل عمران:31)، فإذا كان الله عز وجل قد جعل اتباع نبيه دليلاً على حبه سبحانه، فهو من باب أولى دليل على حب النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحسن البصري رحمه الله " زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية".
وصدق القائل :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم، هو من أطاعه واقتدى به، وآثر ما يحبه الله ورسوله على هوى نفسه.
ومن دلائل محبته صلى الله عليه وسلم تعظيمه وتوقيره والأدب معه، بما يقتضيه مقام النبوة والرسالة من كمال الأدب وتمام التوقير، وهو من أعظم مظاهر حبه، ومن آكد حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته، كما أنه من أهم واجبات الدين، قال تعالى: {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً } (الفتح: 9). فالتسبيح لله عز وجل، والتعزير والتوقير للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو بمعنى التعظيم.
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم تقديمه على كل أحد، والثناء عليه بما هو أهله، وتوقير حديثه، وعدم رفع الصوت عليه أو التقديم بين يديه، وكثرة الصلاة والسلام عليه.
ومن دلائل هذه المحبة أيضا الاحتكام إلى سنته وشريعته، فقد أقسم الله عز وجل بنفسه أن إيمان العبد لا يتحقق حتى يرضى بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وأحواله، وحتى لا يبقى في صدره أي حرج أو اعتراض على هذا الحكم، فقال سبحانه: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} (النساء: 65)، وجعل الإعراض عن سنته وترك التحاكم إليها من علامات النفاق والعياذ بالله، فقال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} (النساء: 60-61).
ومن الدلائل أيضا على محبته صلى الله عليه وسلم الذَّبُّ عنه، والدفاع عن سنته، ضد كل مبطل ومشكك، والحرص على نشرها بين الناس صافية نقية من كل ما علق بها من شوائب البدع.
إن المحبة أخي المسلم ليست ترانيم تغنى ولا قصائد تنشد ولا كلمات تقال، ولكنها طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وعمل بالمنهج الذي حمله ودعا إليه، وإلا فأي تعظيم أو محبة للنبي صلى الله عليه وسلم لدى من شك في خبره، أو استنكف عن طاعته، أو تعمد مخالفته، أو ابتدع في دينه، فاحرص على فهم المحبة فهماً صحيحا وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتك في كل أقوالك وأفعالك ففي ذلك الخير لك في الدنيا والآخرة، قال الله جل وعلا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الأحزاب:21).
حازم الرفاتي- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
مواضيع مماثلة
» بنات الرسول صلى الله عليه وسلم
» الدول و القادة الذين عاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم
» دستور لا ينسى من التاريخ -صلى الله عليه وسلم-
» هكذا كان حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم,,,
» تلقين الرسول صلى الله عليه و سلم لابنه ابراهيم
» الدول و القادة الذين عاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم
» دستور لا ينسى من التاريخ -صلى الله عليه وسلم-
» هكذا كان حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم,,,
» تلقين الرسول صلى الله عليه و سلم لابنه ابراهيم
منتديات دانيال :: مجالس دانيال الدينية و الأدبية و العلمية و التقنية :: المجالس الدينية :: المواضيع الدينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى