الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
لن أخجل من الاعتراف بأن عقلي كان مشتتاً تماماً أثناء إصغاء حواسي جمعاء لكل كلمة كان وجعها يخرج من أعماق قلب أم حمزة زوجة الشهيد الشيخ محمد الرفاتي (42عاماً)، إمام مسجد العباس في مدينة غزة، والذي أعدمته عناصر أمنية بعد أن اختطفته من منزله مساء يوم الاثنين 11 يونيو حزيران الجاري.
وبضعف امرأة ودعها رجلها "الأجمل" و"الأنبل" و"الأطهر" و"الأكرم" دون أن يسعفه القتلة بأن يقول لها وصية أخيرة أو كلمات تواسيها في رحلتها من بعده، تاركاً لها ثلاثة من الرجال الصغار الذين يشبهونه وهم حمزة وخالد وعلاء، وأميرة صغيرة تكبر سنها اسمها خلود.
وما بين قوتها وضعفها كنت أتحين أي فرصة كي تتسلل يدي إلى منديل أجفف به دمعة خرجت عن سيطرتي، ولكنني فعلتها خلسة عندما تناولت شق تمرة قدمتها لي، بينما كنت أحدث نفسي "تباً!!ما أصعب تحييد المشاعر عندما يكون المرء في مهمة صحفية من هذا النوع".
لم تكن مبالغة قط، لأن اكتشاف حقيقة إمام مسجد لا نعرف عنه أكثر مما يمكن أن يعرفه عامة الناس، من شأنه أن يفرض مشهداً متكاملاً لا يمكن أن نمر عن صاحبه بسحابة حزن عابرة، المعروف بلمساته الإنسانية مع العائلات المستورة، وبدروسه التي لن تنسى لكل من تعلم القرآن على يديه، هؤلاء وغيرهم سيفتقدونه كثيراً وسيبكون أكثر كلما تذكروا الطريقة البشعة في اقتحام منزله، وترويع أطفاله، وقتله على مرأى من عيونهم التي تعيش حتى اللحظة في حالة فاجعة تصل حد الإنكار.
ما قبل تلك الحروف الأولى التي نطقت بها أم حمزة بشق الأنفس كانت الدقائق تمر ببطء أمام "فلسطين"التي زارت منزل الرفاتي، دقيقة صمت لا يمكن أن تخترق، ودقيقة أخرى مرت فيها ذكريات يوم الأحد الماضي مشوشة، ودقيقة ثالثة استعدت فيها لأن يكون صوتها أقوى من رجفته الحزينة، حيث قالت: قبل أن يرفع أذان العصر في ذلك اليوم، كانت قدما "ابو حمزة" تؤلمانه من شدة التعب في عمله كدهان ذلك العمل الإضافي الآخر، حيث جلس على السرير الجديد الذي اشتراه لي مع "طقم النوم" قبل أربعة أيام فقط من الحادث ولم نهنأ به، وطلب مني أن أدلك قدميه وأخذ يمازحني كعادته".
بدم أبرد من الثلج
وبابتسامة هطلت عليها أمطار حزيران المعهودة أضافت :"بعد صلاة العصر ارتدى الملابس الخاصة بالدهان ليكمل آخر مرحلة من دهان بيتنا الذي أخذ يجري عليه إصلاحات هنا وهناك، وعلى حين غرة بدأنا في سماع الإنفجارات التي روعتني أنا وأطفالي، فهرعنا إلى الاختباء في الحمام، فخاف زوجي أن يرتكبوا مجزرة جماعية بنا، فآثر أن يخرج إليهم، لن أنسى لحظتها عندما أخذ يصرخ وأنا أقف عاجزة، صوت صراخك يا أبا حمزة لا زال يدوي في أذني".
هزت رأسها يميناً ويساراً وأخذت تبكي ذلك البكاء الذي لم يعرفه سوى المفجوع في أعز الناس، وقالت:" على الرغم من أن زوجي معروف بسرعة البديهة، إلا أنه في هذه اللحظة ارتبك ولم يعرف كيف يتصرف، وإلى من يلجأ، خاصة أن قلبه كان على أخيه علاء الدين، عميد كلية التجارة بالجامعة الاسلامية بغزة، الذي خشي أن يصاب بأذى".
وأضافت عندما وصلت إلى اللحظة الأصعب، "عندما سمعت صوته هرعت إليه ووجدت نوافير الدماء تتدفق منه، بينما هو كان يتساءل بصوت يثير الشفقة :"أنا شو عملت الكم؟!!" ولكن هل كانت ضمائرهم تسمع إلى علامات التعجب والاستفهام النازفة، التي لم ترحم الشيخ أبا حمزة الذي لم يحمل يوماً ما سلاحاً في يده، ولم يعرف كيف يمكن أن يضغط على زناده، وهذا ليس غريباً على رجل كان همه الإصلاح بين الناس والأمر بالمعروف بينهم .
وعلى ما يبدو أن هؤلاء المسلحين اعدموا كل الخطوط الحمراء بما فيها استجداء طفلها حمزة الذي أخذ يتوسل إليهم "اتركوا أبي"، ولكن فوهة البندقية اتجهت نحوه ونحو أخته خلود، مطعمة بسب الذات الإلهية.
تقطعت أنفاس أم حمزة قبل أن تصل إلى المحطة الأخيرة عندما أعلنت ساعة الصفر، قائلة "بعد ذلك أخذوه في سيارتهم وادعوا بكذبة غبية أنهم سينقلونه إلى المستشفى، ولكنهم أخذوه إلى المكان المتوقع... إنه المنتدى..حيث أعدموه بدم أبرد من الثلج" حسب تعبيرها.
الألم الكبير
زائر ثقيل اسمه "الألم الكبير" خيم على عالمها عندما سمعت أم حمزة أختها تصرخ على الهاتف لحظة تلقي الخبر، حيث كانت ردت فعلها في اليوم الأول وحتى اللحظة حيلة دفاعية يطلق عليها علماء النفس "الإنكار"، فهي لم تصدق أنه ذهب ولن يعود لأن خطفه وقتله كان مفاجئاً...فكيف لها أن تصدق ذلك القدر الذي كان مستعجلاً على حد وصفها، على الرغم من حذره وقلقه في الشهر الأخير تخوفاً من أي اعتداء، دون أن يخطر بباله بأن هذه هي النهاية؟؟.
ولكن شيئاً واحداً استطاع أن يخفف الحزن عن أم حمزة رغم المفارقة التي حملها في طياته حسب وجهة نظرها، أن زوجها الشهيد كانت من إحدى كراماته –كما قالت- أن يحدث كل ما حدث من "إيقاف المهزلة الأمنية في قطاع غزة بحق كل الأبرياء الذين من بينهم الشيوخ والعلماء ومن لا ذنب لهم"-حسب قولها.
وذكرت أم حمزة أن من كرامات زوجها استجابة دعائه في أكثر من مقام، حيث أنه قبل أن يرقد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شارون في المستشفى بحالة موت سريري، دعا عليه بصوت صدح في منبر العباس، حيث قال"لتتمنى الموت يا شارون فلا تجده".
عاشق لأعمال الخير
مواقف ذلك الرجل الذي حفظ كتاب الله وعمل منذ ما يزيد عن عشرين عاما إماماً لمسجد العباس، كانت تستحق ليس وقفة إكبار فحسب، بل وقفة اقتداء لطريق الخير الذي سلكه في إعطاء الصدقات لكل مستحق، حيث لم يتوقف به الأمر عند هذا الحد، بل وصل به إلى حد تأسيس جمعية بشائر الخير التي حصل على ترخيصها حديثاً.
وبنبرة فيها الفخر استذكرت أحد المواقف التي تدل على أمانته المفرطة "ذات مرة كلفه أحد جيراننا المقتدرين الذين يملكون مصنعاً للسمنة بأن يقوم وفقاً لمعرفته بفقراء المنطقة بتوزيع عبوات السمنة، التي امتلأت بها الحجرة في بيتنا عن آخرها، فإذ بي احتاج مصادفة إلى السمنة التي لزمتني في الطهو يومها، وزوجي بطبيعة الحال لم يفكر في أن يستخدم إحدى عبوات السمنة الموجودة، وآثر أن يذهب إلى البقالة ليشتري لنا، وأثناء عودته رآه جارنا الذي تعجب من أنه لم يستخدم السمنة التي أعطاها إياه ، فأجابه أبو حمزة بالحرف الواحد" من المستحيل أن آخذ شيكلاً واحداً من أموال الصدقات".
هذا هو أبو حمزة!!
ولا أدري إن كان من الغريب أن هذا الإمام كان صاحب نكتة من الدرجة الأولى، كان ودوداً مع أهل بيته إلى أبعد حد، رفيقاً بمن حوله بما في ذلك الحيوانات، حيث رسمت على قسماتها الناعمة ابتسامة رومانسية باشتياقها للأب والأخ والزوج والصديق الذي كانت تستند عليه كجبل شامخ، ثم قالت "قد لا يصدق البعض أنه الإمام أبو حمزة، كان يساعدني في أعمال البيت، وعندما كنت أنهمك في أعمال المطبخ كان يقطع لي الفاكهة إلى شرائح ويطعمني إياها بيده، ليس ذلك فحسب بل كان يبثني شكواه وأسراره، باختصار صحبته لم تكن تمل، فقد كان في وقت المزاح يمزح، وفي وقت الجد يحسم".
مأساة أكبر من طفولتهم
خلود التي كانت ما بين الفينة والأخرى كلما همّت أمها بالبكاء ربتت على كتفها وقالت ببراءة: "الله يخليكي يا ماما ما تعيطيش"، حيث كانت تشبه أبيها في طلاقة اللسان، وجهها الصغير كانت تزينه بالحجاب رغم أنها لم تتجاوز الحادية عشر من العمر، حيث تحدثت مدللة أبيها بقولها :"كان بابا يدلعني كتير ، ويجيبلي هدايا أغلى من إخواتي الأولاد".
وأضافت بدموع الطفولة :"لا أصدق أن بابا استشهد، ولا أستوعب أنهم لم يستجيبوا لندائي بألا يحرموني منه، ولكني أعد أمي بأني سأحفظ وصيته بالحفاظ على الصلاة، ولن أنسى درساً علمني إياه يتمثل في الدفاع عن فلسطين والإسلام".
ويتذكر حمزة (16عاماً) ابنه البكر أباه عندما كان يحثه على الصلاة في موعدها، وعندما كان يصطحبه معه في المناسبات المهمة، ويبدو أن حمزة لا يزال يعيش هول الصدمة ولا تسعفه الكلمات كي يصف بشاعة الجريمة، ولكنه يدرك جيداً بأنه أصبح مسؤولاً عن أسرته، وسيكون قدر الإمكان "ذاك الشبل من ذاك الأسد" حتى لا يخذل أمل والده فيه.
حق الجيرة والصداقة
طلال مرتجى صديق حميم وجار عزيز لأبي حمزة، لم يكن حاله بأهون عن غيره من المقربين منه، خاصة أن الشيخ محمد كان يمثل بالنسبة له منعطفاً هاماً في منهج حياته، حيث قال بمكابرة لم تصمد طويلاً أمام الكلام :"كيف لي أن أنساه عندما اتصل بي لحظة الهجوم على منزله، يطلب مني أن أنصحه بما يمكن أن يغيثه من أنيابهم، وهو كان رجل في حال سبيله لا يتدخل في أحد، كان مرتبكاً ولم أعرف ماذا يمكن أن أقول له، ورغم ذلك كان يخشى على أخيه علاء الدين، وفجأة فصل الاتصال الهاتفي إلى الأبد عندما دخل عليه القتلة".
وقطع طلال عهداً على نفسه بألا ينسى أبا حمزة الذي علمه التجويد وأمور الدين، وشجعه على حفظ القرآن، إلى درجة أن الأخير كان ينوب عنه في إمامة المسجد عندما يتغيب الشيخ الجليل".
ولم يخف طلال انهياره في صلاة الجمعة أمس، عندما كان يعتلى المنبر خطيب آخر غير أبي حمزة، مخاطباً صديق العمر "نم قرير العين، فقد نلت ما تتمناه وثار شرفاء غزة على تلك الثلة الفاسدة[/color][/img]ize=18".
[/size]
لن أخجل من الاعتراف بأن عقلي كان مشتتاً تماماً أثناء إصغاء حواسي جمعاء لكل كلمة كان وجعها يخرج من أعماق قلب أم حمزة زوجة الشهيد الشيخ محمد الرفاتي (42عاماً)، إمام مسجد العباس في مدينة غزة، والذي أعدمته عناصر أمنية بعد أن اختطفته من منزله مساء يوم الاثنين 11 يونيو حزيران الجاري.
وبضعف امرأة ودعها رجلها "الأجمل" و"الأنبل" و"الأطهر" و"الأكرم" دون أن يسعفه القتلة بأن يقول لها وصية أخيرة أو كلمات تواسيها في رحلتها من بعده، تاركاً لها ثلاثة من الرجال الصغار الذين يشبهونه وهم حمزة وخالد وعلاء، وأميرة صغيرة تكبر سنها اسمها خلود.
وما بين قوتها وضعفها كنت أتحين أي فرصة كي تتسلل يدي إلى منديل أجفف به دمعة خرجت عن سيطرتي، ولكنني فعلتها خلسة عندما تناولت شق تمرة قدمتها لي، بينما كنت أحدث نفسي "تباً!!ما أصعب تحييد المشاعر عندما يكون المرء في مهمة صحفية من هذا النوع".
لم تكن مبالغة قط، لأن اكتشاف حقيقة إمام مسجد لا نعرف عنه أكثر مما يمكن أن يعرفه عامة الناس، من شأنه أن يفرض مشهداً متكاملاً لا يمكن أن نمر عن صاحبه بسحابة حزن عابرة، المعروف بلمساته الإنسانية مع العائلات المستورة، وبدروسه التي لن تنسى لكل من تعلم القرآن على يديه، هؤلاء وغيرهم سيفتقدونه كثيراً وسيبكون أكثر كلما تذكروا الطريقة البشعة في اقتحام منزله، وترويع أطفاله، وقتله على مرأى من عيونهم التي تعيش حتى اللحظة في حالة فاجعة تصل حد الإنكار.
ما قبل تلك الحروف الأولى التي نطقت بها أم حمزة بشق الأنفس كانت الدقائق تمر ببطء أمام "فلسطين"التي زارت منزل الرفاتي، دقيقة صمت لا يمكن أن تخترق، ودقيقة أخرى مرت فيها ذكريات يوم الأحد الماضي مشوشة، ودقيقة ثالثة استعدت فيها لأن يكون صوتها أقوى من رجفته الحزينة، حيث قالت: قبل أن يرفع أذان العصر في ذلك اليوم، كانت قدما "ابو حمزة" تؤلمانه من شدة التعب في عمله كدهان ذلك العمل الإضافي الآخر، حيث جلس على السرير الجديد الذي اشتراه لي مع "طقم النوم" قبل أربعة أيام فقط من الحادث ولم نهنأ به، وطلب مني أن أدلك قدميه وأخذ يمازحني كعادته".
بدم أبرد من الثلج
وبابتسامة هطلت عليها أمطار حزيران المعهودة أضافت :"بعد صلاة العصر ارتدى الملابس الخاصة بالدهان ليكمل آخر مرحلة من دهان بيتنا الذي أخذ يجري عليه إصلاحات هنا وهناك، وعلى حين غرة بدأنا في سماع الإنفجارات التي روعتني أنا وأطفالي، فهرعنا إلى الاختباء في الحمام، فخاف زوجي أن يرتكبوا مجزرة جماعية بنا، فآثر أن يخرج إليهم، لن أنسى لحظتها عندما أخذ يصرخ وأنا أقف عاجزة، صوت صراخك يا أبا حمزة لا زال يدوي في أذني".
هزت رأسها يميناً ويساراً وأخذت تبكي ذلك البكاء الذي لم يعرفه سوى المفجوع في أعز الناس، وقالت:" على الرغم من أن زوجي معروف بسرعة البديهة، إلا أنه في هذه اللحظة ارتبك ولم يعرف كيف يتصرف، وإلى من يلجأ، خاصة أن قلبه كان على أخيه علاء الدين، عميد كلية التجارة بالجامعة الاسلامية بغزة، الذي خشي أن يصاب بأذى".
وأضافت عندما وصلت إلى اللحظة الأصعب، "عندما سمعت صوته هرعت إليه ووجدت نوافير الدماء تتدفق منه، بينما هو كان يتساءل بصوت يثير الشفقة :"أنا شو عملت الكم؟!!" ولكن هل كانت ضمائرهم تسمع إلى علامات التعجب والاستفهام النازفة، التي لم ترحم الشيخ أبا حمزة الذي لم يحمل يوماً ما سلاحاً في يده، ولم يعرف كيف يمكن أن يضغط على زناده، وهذا ليس غريباً على رجل كان همه الإصلاح بين الناس والأمر بالمعروف بينهم .
وعلى ما يبدو أن هؤلاء المسلحين اعدموا كل الخطوط الحمراء بما فيها استجداء طفلها حمزة الذي أخذ يتوسل إليهم "اتركوا أبي"، ولكن فوهة البندقية اتجهت نحوه ونحو أخته خلود، مطعمة بسب الذات الإلهية.
تقطعت أنفاس أم حمزة قبل أن تصل إلى المحطة الأخيرة عندما أعلنت ساعة الصفر، قائلة "بعد ذلك أخذوه في سيارتهم وادعوا بكذبة غبية أنهم سينقلونه إلى المستشفى، ولكنهم أخذوه إلى المكان المتوقع... إنه المنتدى..حيث أعدموه بدم أبرد من الثلج" حسب تعبيرها.
الألم الكبير
زائر ثقيل اسمه "الألم الكبير" خيم على عالمها عندما سمعت أم حمزة أختها تصرخ على الهاتف لحظة تلقي الخبر، حيث كانت ردت فعلها في اليوم الأول وحتى اللحظة حيلة دفاعية يطلق عليها علماء النفس "الإنكار"، فهي لم تصدق أنه ذهب ولن يعود لأن خطفه وقتله كان مفاجئاً...فكيف لها أن تصدق ذلك القدر الذي كان مستعجلاً على حد وصفها، على الرغم من حذره وقلقه في الشهر الأخير تخوفاً من أي اعتداء، دون أن يخطر بباله بأن هذه هي النهاية؟؟.
ولكن شيئاً واحداً استطاع أن يخفف الحزن عن أم حمزة رغم المفارقة التي حملها في طياته حسب وجهة نظرها، أن زوجها الشهيد كانت من إحدى كراماته –كما قالت- أن يحدث كل ما حدث من "إيقاف المهزلة الأمنية في قطاع غزة بحق كل الأبرياء الذين من بينهم الشيوخ والعلماء ومن لا ذنب لهم"-حسب قولها.
وذكرت أم حمزة أن من كرامات زوجها استجابة دعائه في أكثر من مقام، حيث أنه قبل أن يرقد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شارون في المستشفى بحالة موت سريري، دعا عليه بصوت صدح في منبر العباس، حيث قال"لتتمنى الموت يا شارون فلا تجده".
عاشق لأعمال الخير
مواقف ذلك الرجل الذي حفظ كتاب الله وعمل منذ ما يزيد عن عشرين عاما إماماً لمسجد العباس، كانت تستحق ليس وقفة إكبار فحسب، بل وقفة اقتداء لطريق الخير الذي سلكه في إعطاء الصدقات لكل مستحق، حيث لم يتوقف به الأمر عند هذا الحد، بل وصل به إلى حد تأسيس جمعية بشائر الخير التي حصل على ترخيصها حديثاً.
وبنبرة فيها الفخر استذكرت أحد المواقف التي تدل على أمانته المفرطة "ذات مرة كلفه أحد جيراننا المقتدرين الذين يملكون مصنعاً للسمنة بأن يقوم وفقاً لمعرفته بفقراء المنطقة بتوزيع عبوات السمنة، التي امتلأت بها الحجرة في بيتنا عن آخرها، فإذ بي احتاج مصادفة إلى السمنة التي لزمتني في الطهو يومها، وزوجي بطبيعة الحال لم يفكر في أن يستخدم إحدى عبوات السمنة الموجودة، وآثر أن يذهب إلى البقالة ليشتري لنا، وأثناء عودته رآه جارنا الذي تعجب من أنه لم يستخدم السمنة التي أعطاها إياه ، فأجابه أبو حمزة بالحرف الواحد" من المستحيل أن آخذ شيكلاً واحداً من أموال الصدقات".
هذا هو أبو حمزة!!
ولا أدري إن كان من الغريب أن هذا الإمام كان صاحب نكتة من الدرجة الأولى، كان ودوداً مع أهل بيته إلى أبعد حد، رفيقاً بمن حوله بما في ذلك الحيوانات، حيث رسمت على قسماتها الناعمة ابتسامة رومانسية باشتياقها للأب والأخ والزوج والصديق الذي كانت تستند عليه كجبل شامخ، ثم قالت "قد لا يصدق البعض أنه الإمام أبو حمزة، كان يساعدني في أعمال البيت، وعندما كنت أنهمك في أعمال المطبخ كان يقطع لي الفاكهة إلى شرائح ويطعمني إياها بيده، ليس ذلك فحسب بل كان يبثني شكواه وأسراره، باختصار صحبته لم تكن تمل، فقد كان في وقت المزاح يمزح، وفي وقت الجد يحسم".
مأساة أكبر من طفولتهم
خلود التي كانت ما بين الفينة والأخرى كلما همّت أمها بالبكاء ربتت على كتفها وقالت ببراءة: "الله يخليكي يا ماما ما تعيطيش"، حيث كانت تشبه أبيها في طلاقة اللسان، وجهها الصغير كانت تزينه بالحجاب رغم أنها لم تتجاوز الحادية عشر من العمر، حيث تحدثت مدللة أبيها بقولها :"كان بابا يدلعني كتير ، ويجيبلي هدايا أغلى من إخواتي الأولاد".
وأضافت بدموع الطفولة :"لا أصدق أن بابا استشهد، ولا أستوعب أنهم لم يستجيبوا لندائي بألا يحرموني منه، ولكني أعد أمي بأني سأحفظ وصيته بالحفاظ على الصلاة، ولن أنسى درساً علمني إياه يتمثل في الدفاع عن فلسطين والإسلام".
ويتذكر حمزة (16عاماً) ابنه البكر أباه عندما كان يحثه على الصلاة في موعدها، وعندما كان يصطحبه معه في المناسبات المهمة، ويبدو أن حمزة لا يزال يعيش هول الصدمة ولا تسعفه الكلمات كي يصف بشاعة الجريمة، ولكنه يدرك جيداً بأنه أصبح مسؤولاً عن أسرته، وسيكون قدر الإمكان "ذاك الشبل من ذاك الأسد" حتى لا يخذل أمل والده فيه.
حق الجيرة والصداقة
طلال مرتجى صديق حميم وجار عزيز لأبي حمزة، لم يكن حاله بأهون عن غيره من المقربين منه، خاصة أن الشيخ محمد كان يمثل بالنسبة له منعطفاً هاماً في منهج حياته، حيث قال بمكابرة لم تصمد طويلاً أمام الكلام :"كيف لي أن أنساه عندما اتصل بي لحظة الهجوم على منزله، يطلب مني أن أنصحه بما يمكن أن يغيثه من أنيابهم، وهو كان رجل في حال سبيله لا يتدخل في أحد، كان مرتبكاً ولم أعرف ماذا يمكن أن أقول له، ورغم ذلك كان يخشى على أخيه علاء الدين، وفجأة فصل الاتصال الهاتفي إلى الأبد عندما دخل عليه القتلة".
وقطع طلال عهداً على نفسه بألا ينسى أبا حمزة الذي علمه التجويد وأمور الدين، وشجعه على حفظ القرآن، إلى درجة أن الأخير كان ينوب عنه في إمامة المسجد عندما يتغيب الشيخ الجليل".
ولم يخف طلال انهياره في صلاة الجمعة أمس، عندما كان يعتلى المنبر خطيب آخر غير أبي حمزة، مخاطباً صديق العمر "نم قرير العين، فقد نلت ما تتمناه وثار شرفاء غزة على تلك الثلة الفاسدة[/color][/img]ize=18".
[/size]
حازم الرفاتي- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
رد: الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
اخ حازم بكفي انه رفاتي واحنا بنفتخر فية .........وبكفي انه شهيد للوطن الله يرحمه ويجمعنا معه يوم
القيامة ....... شكرا حازم عالسيرة الذاتية له......
القيامة ....... شكرا حازم عالسيرة الذاتية له......
عدل سابقا من قبل هناء محمد الرفاتي في الخميس مارس 19, 2009 7:39 pm عدل 1 مرات
hanaa rafati- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 410
العمر : 32
نقاط : 509
تاريخ التسجيل : 28/02/2009
رد: الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
الشيخ محمد الرفاتي رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه .....ذو علم و خير - نحسبه و الله حسيبه و لا نزكيه على الله - عرف عنه سيرته الطيبة حتى صار نارا على علم و أشهر من ان يعرف .....
رحم الله شيخنا الرفاتي .....و شكرا يا حازم على الموضوع
رحم الله شيخنا الرفاتي .....و شكرا يا حازم على الموضوع
رد: الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
احتضنه المسجد عشرون عاما ..وفى كل رمضان كان يصدح بصوته في صلاة التراويح، حتى جاء شهر رمضان هذا العام وقد اختفى ذاك الصوت الجميل الذي تعود الناس على سماعه من مئذنة مسجد العباس غرب مدينة غزة.
لم يتمالك المصلون أنفسهم عندما توجهوا إلى القبلة ولم يجدوا إمامهم الشهيد محمد الرفاتى فأجهش تلميذ الرفاتي الذي يخلفه الآن في الإمامة بالبكاء لتصدح أصوات المصلين خلف إمامهم، فقد تركهم بعد عشرين عاما من العيش معهم والصلاة خلفه.
"كنا نفتقده دائما ولكن رمضان أشعرنا بمرارة فراقه"، هكذا وصف مؤذن مسجد العباس حال المسجد في أول رمضان بعد استشهاد إمامه الرفاتى، والذي ترك فراغا لم يملؤه من بعده أحدا كما يقول مؤذن المسجد الحاج "أبو عماد أبو مسامح":" لقد ترك فراغا كبيرا في المسجد بعد رحيله لأنه كان كل شيء في المسجد فقد كان كخلية النحل وخاصة في رمضان".
ويتابع" كل وقته وجهده كان يبذله للمسجد ولذلك لم نتمالك أنفسنا عندما جاء رمضان وهو ليس بيننا، فقد تعودنا على رؤيته إماما في الصلاة وسماع صوته في تلاوة القرآن.. الجميع في المسجد يعيش لحظات صعبة وشعور قاسى لا يمكن وصفه".
يذكر أن عناصر من حرس الرئيس محمود عباس اقتحمت منزل الإمام الرفاتي مساء الأحد 10-6-2007, الواقع بالقرب من مسجد العباس، حيث أصابوه بالرصاص في قدميه، ثم اختطفوه في مجمع أنصار وبعد ساعات أعدموه رميا بالرصاص وألقوه بالقرب من الجامعة الإسلامية.
الكثير من المصلين الذين أمهم الرفاتى لم يستطيعوا تحمل قساوة فراق إمامهم، فتوجهوا إلى مساجد أخرى ليخففوا عن أنفسهم، وهذا ما تأسف عليه المؤذن قائلا:" لقد افتقده المصلون وأهل الحي ولذلك افتقدنا الكثير من الأخوة المصلين من بعده".
وقال :"كثير من مصلي مسجد العباس غادروا إلى مساجد أخرى لأنهم كانوا يتذكرون وهم داخله الشهيد الرفاتي في كل صلاة، فلم يستطيعوا تحمل فراقه خاصة بعد موقف البكاء في صلاة التراويح".
افتقده الفقراء
وفى رمضان من كل عام كان يخرج الإمام الرفاتى ليجمع التبرعات للفقراء من خلال علاقاته مع العائلات الغنية، ولكن هذا العام لم يقم أحدا بهذه المهمة الصعبة التي حملها الرفاتى خلال سنوات عمره فافتقده الفقراء في الحي.
وقال مؤذن المسجد:" لقد كان يجمع التبرعات في رمضان ويوزعها على الفقراء وذلك من خلال علاقاته الطيبة مع العائلات الغنية داخل البلد ولكن وبصراحة لم يستطيع أحدا بعد رحيله أن يحمل تلك الأمانة حتى الآن.. لقد كان الرفاتى شيئا كبيرا افتقدناه وبكاه الجميع بكل حرقة حتى أننا نتخيله أحيانا داخل المسجد بابتسامته الطيبة وكأنه بيننا".
الدموع حديث الزوجة
رمضان حزين.. وبيت الرفاتى يعمه السكون والحزن بعد أن كان يملؤه الفرح والسعادة.. ولا زالت قلوب أبنائه حمزة وخلود وخالد وعلاء تحترق من آلام فراق والدهم الذي لم يحرمهم من أي شيء.. فقد كان لهم كل شيء وبفقدانه فقدوا كل شيء جميل.. ولم يبقى لديهم سوى الذكرى والدموع.
لم تجد "أم حمزة " زوجة الرفاتى ما تعبر عنه في أول رمضان يمر عليها دون زوجها إلا أن تذرف دموعها وتقول :"لن يستطيع الزمان أن يخفف عنى ..افتقده وبشكل كبير فقد كان يعنى لي كل شيء ولم نشعر بحلاوة كل مناسبة إلا بوجوده".
وتابعت الزوجة ودموعها لا زالت تذرف "لقد فقدت كل شيء بعده ومع رمضان يزداد قلبي حزنا وحسرة عليه لأنني كنت استمع إلى صوته وهو يصلى بالناس في صلاة التراويح في كل عام ولكنى الآن لم يعد لدى سوى أن أتخيل صوته وهو يتلو القرآن الذي يخرج من مسجد العباس".
لم يُحرم أبناء الرفاتى وحدهم من والدهم الإمام، بل أيضا حرم الشهيد الرفاتى من أداء فريضة الحج في هذا العام، وتقول أم حمزة :"لقد حرموا زوجي الحج في هذا العام، فلو كان بيننا لكان سعيدا بأنه سيذهب إلى الحج ولكنه حرم من هذه الفرحة وذهب وذهبت فرحتنا معه".
أصبحت وحيدا بعد أبى
"حمزة "(15 عاما) الابن الأكبر للشهيد الرفاتي فقد كان وقع فراق والده شديدا عليه حتى أصبح الصمت صفته بعد رحيل والده عنه.. "أصبحت وحيدا بين الناس بعد ذهاب أبى ".. هذا ما استطاع أن يتلفظ به حمزة بعد أن عجز عن وصف شعوره بفقدان والده الذي لم يكن يفارقه في أي مكان يذهب إليه.
وما أثار دموع حمزة أن والده لم يعد يذهب معه إلى المسجد، قائلاً:" لقد كان والدي كل شيء ولكنى الآن وحيدا دائما رغم أن أصدقائي ومعارفي وأهلي حولي لكنني لم استطع أن أنساه في أي لحظة وجاء رمضان وزاد معه همي وأصبحت أجلس في المسجد واشعر بوحدتي فأبكى على أبى".
أما "خلود" (11 عاما)والتي كانت تنام في نهار رمضان وتطلب من والدها أن يوقظها عند الإفطار فلم تعد تريد النوم ولم تعد تشعر بالجوع الذي كانت تنام بسببه بعد أن ذهب والدها وتركها.
وتقول:" لقد كان أبى يفرح كثيرا لأنني أصوم رمضان كله وكنت أنام وهو يوقظني عند الإفطار ولكن رمضان الآن حزين وأنا لا اشعر بالجوع لان أبى ذهب عنا وأصبحت كلما طرق احد الباب احسبه أبى فأجدهم جدتي وإخوتي.. لقد اشتقنا إليه كثيرا".
أما الوالدة المكلومة "أم جواد" والدة الإمام الرفاتى فلم تتمالك دموعها وهي تجلس في المكان الذي قتل فيه ابنها أمام غرفته في البيت الحزين مع رمضان الصامت..
وتبقى صورة البيت الحزين وأبناء الرفاتى بداخله تتحدث عن نفسها لتعجز الكلمات عن وصف حال هذه الأسرة بعد أن فقدوا أغلى ما في حياتهم لتدفع الزوجة وأبناؤها ثمنا دون أدنى ذنب ارتكبوه سوى أن والدهم عالماً وإماماً .
لم يتمالك المصلون أنفسهم عندما توجهوا إلى القبلة ولم يجدوا إمامهم الشهيد محمد الرفاتى فأجهش تلميذ الرفاتي الذي يخلفه الآن في الإمامة بالبكاء لتصدح أصوات المصلين خلف إمامهم، فقد تركهم بعد عشرين عاما من العيش معهم والصلاة خلفه.
"كنا نفتقده دائما ولكن رمضان أشعرنا بمرارة فراقه"، هكذا وصف مؤذن مسجد العباس حال المسجد في أول رمضان بعد استشهاد إمامه الرفاتى، والذي ترك فراغا لم يملؤه من بعده أحدا كما يقول مؤذن المسجد الحاج "أبو عماد أبو مسامح":" لقد ترك فراغا كبيرا في المسجد بعد رحيله لأنه كان كل شيء في المسجد فقد كان كخلية النحل وخاصة في رمضان".
ويتابع" كل وقته وجهده كان يبذله للمسجد ولذلك لم نتمالك أنفسنا عندما جاء رمضان وهو ليس بيننا، فقد تعودنا على رؤيته إماما في الصلاة وسماع صوته في تلاوة القرآن.. الجميع في المسجد يعيش لحظات صعبة وشعور قاسى لا يمكن وصفه".
يذكر أن عناصر من حرس الرئيس محمود عباس اقتحمت منزل الإمام الرفاتي مساء الأحد 10-6-2007, الواقع بالقرب من مسجد العباس، حيث أصابوه بالرصاص في قدميه، ثم اختطفوه في مجمع أنصار وبعد ساعات أعدموه رميا بالرصاص وألقوه بالقرب من الجامعة الإسلامية.
الكثير من المصلين الذين أمهم الرفاتى لم يستطيعوا تحمل قساوة فراق إمامهم، فتوجهوا إلى مساجد أخرى ليخففوا عن أنفسهم، وهذا ما تأسف عليه المؤذن قائلا:" لقد افتقده المصلون وأهل الحي ولذلك افتقدنا الكثير من الأخوة المصلين من بعده".
وقال :"كثير من مصلي مسجد العباس غادروا إلى مساجد أخرى لأنهم كانوا يتذكرون وهم داخله الشهيد الرفاتي في كل صلاة، فلم يستطيعوا تحمل فراقه خاصة بعد موقف البكاء في صلاة التراويح".
افتقده الفقراء
وفى رمضان من كل عام كان يخرج الإمام الرفاتى ليجمع التبرعات للفقراء من خلال علاقاته مع العائلات الغنية، ولكن هذا العام لم يقم أحدا بهذه المهمة الصعبة التي حملها الرفاتى خلال سنوات عمره فافتقده الفقراء في الحي.
وقال مؤذن المسجد:" لقد كان يجمع التبرعات في رمضان ويوزعها على الفقراء وذلك من خلال علاقاته الطيبة مع العائلات الغنية داخل البلد ولكن وبصراحة لم يستطيع أحدا بعد رحيله أن يحمل تلك الأمانة حتى الآن.. لقد كان الرفاتى شيئا كبيرا افتقدناه وبكاه الجميع بكل حرقة حتى أننا نتخيله أحيانا داخل المسجد بابتسامته الطيبة وكأنه بيننا".
الدموع حديث الزوجة
رمضان حزين.. وبيت الرفاتى يعمه السكون والحزن بعد أن كان يملؤه الفرح والسعادة.. ولا زالت قلوب أبنائه حمزة وخلود وخالد وعلاء تحترق من آلام فراق والدهم الذي لم يحرمهم من أي شيء.. فقد كان لهم كل شيء وبفقدانه فقدوا كل شيء جميل.. ولم يبقى لديهم سوى الذكرى والدموع.
لم تجد "أم حمزة " زوجة الرفاتى ما تعبر عنه في أول رمضان يمر عليها دون زوجها إلا أن تذرف دموعها وتقول :"لن يستطيع الزمان أن يخفف عنى ..افتقده وبشكل كبير فقد كان يعنى لي كل شيء ولم نشعر بحلاوة كل مناسبة إلا بوجوده".
وتابعت الزوجة ودموعها لا زالت تذرف "لقد فقدت كل شيء بعده ومع رمضان يزداد قلبي حزنا وحسرة عليه لأنني كنت استمع إلى صوته وهو يصلى بالناس في صلاة التراويح في كل عام ولكنى الآن لم يعد لدى سوى أن أتخيل صوته وهو يتلو القرآن الذي يخرج من مسجد العباس".
لم يُحرم أبناء الرفاتى وحدهم من والدهم الإمام، بل أيضا حرم الشهيد الرفاتى من أداء فريضة الحج في هذا العام، وتقول أم حمزة :"لقد حرموا زوجي الحج في هذا العام، فلو كان بيننا لكان سعيدا بأنه سيذهب إلى الحج ولكنه حرم من هذه الفرحة وذهب وذهبت فرحتنا معه".
أصبحت وحيدا بعد أبى
"حمزة "(15 عاما) الابن الأكبر للشهيد الرفاتي فقد كان وقع فراق والده شديدا عليه حتى أصبح الصمت صفته بعد رحيل والده عنه.. "أصبحت وحيدا بين الناس بعد ذهاب أبى ".. هذا ما استطاع أن يتلفظ به حمزة بعد أن عجز عن وصف شعوره بفقدان والده الذي لم يكن يفارقه في أي مكان يذهب إليه.
وما أثار دموع حمزة أن والده لم يعد يذهب معه إلى المسجد، قائلاً:" لقد كان والدي كل شيء ولكنى الآن وحيدا دائما رغم أن أصدقائي ومعارفي وأهلي حولي لكنني لم استطع أن أنساه في أي لحظة وجاء رمضان وزاد معه همي وأصبحت أجلس في المسجد واشعر بوحدتي فأبكى على أبى".
أما "خلود" (11 عاما)والتي كانت تنام في نهار رمضان وتطلب من والدها أن يوقظها عند الإفطار فلم تعد تريد النوم ولم تعد تشعر بالجوع الذي كانت تنام بسببه بعد أن ذهب والدها وتركها.
وتقول:" لقد كان أبى يفرح كثيرا لأنني أصوم رمضان كله وكنت أنام وهو يوقظني عند الإفطار ولكن رمضان الآن حزين وأنا لا اشعر بالجوع لان أبى ذهب عنا وأصبحت كلما طرق احد الباب احسبه أبى فأجدهم جدتي وإخوتي.. لقد اشتقنا إليه كثيرا".
أما الوالدة المكلومة "أم جواد" والدة الإمام الرفاتى فلم تتمالك دموعها وهي تجلس في المكان الذي قتل فيه ابنها أمام غرفته في البيت الحزين مع رمضان الصامت..
وتبقى صورة البيت الحزين وأبناء الرفاتى بداخله تتحدث عن نفسها لتعجز الكلمات عن وصف حال هذه الأسرة بعد أن فقدوا أغلى ما في حياتهم لتدفع الزوجة وأبناؤها ثمنا دون أدنى ذنب ارتكبوه سوى أن والدهم عالماً وإماماً .
حازم الرفاتي- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
رد: الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
رحم الله الشهيد الشيخ محمد الرفاتي واسكنه فسيح جناته ......
hanaa rafati- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 410
العمر : 32
نقاط : 509
تاريخ التسجيل : 28/02/2009
حازم الرفاتي- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
رد: الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة
لا حول ولا قوة إلا بالله ....
(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا )رحمك الله يا ابا حمزة .....
شكرا جزيلا يا أخ حازم
(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا )رحمك الله يا ابا حمزة .....
شكرا جزيلا يا أخ حازم
ضحى الرفاتي- عضو مميز
- عدد المساهمات : 231
نقاط : 338
تاريخ التسجيل : 09/04/2009
حازم الرفاتي- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
مواضيع مماثلة
» اليوم الذكرى الثالثة لاستشهاد الشيخ محمد الرفاتي أبو حمزة
» الشيخ مصطفى الرفاتي
» غسان محمد الرفاتي من دبي - الإمارات
» شكر وامتنان من ولد الشيخ مصطفى الرفاتي لاهل المنتدا
» جنازة الشيخ العلامة أحمد محمد السالك 3
» الشيخ مصطفى الرفاتي
» غسان محمد الرفاتي من دبي - الإمارات
» شكر وامتنان من ولد الشيخ مصطفى الرفاتي لاهل المنتدا
» جنازة الشيخ العلامة أحمد محمد السالك 3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى