منتديات دانيال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التوسل المشروع والتوسل الممنوع

اذهب الى الأسفل

التوسل المشروع والتوسل الممنوع Empty التوسل المشروع والتوسل الممنوع

مُساهمة من طرف حازم الرفاتي الإثنين مايو 11, 2009 11:07 am

التوســل

قال الله "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون " المائدة 35

الوسيلة :عن ابن عباس : أي القربة.( ابن كثير)

وقال جل جلاله "أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا" الإسراء 57

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في تفسير الآية " قال كان نفر من الجن أسلموا وكانوا يعبدون فبقي الذين كانوا يعبدون على عبادتهم وقد أسلم النفر من الجن" متفق عليه

فَالحاصل ان
الوَسِيلة ما يتقرب به إلى الغير والجمع الوَسِيلُ و الوَسَائِل و التَّوْسِيل و التَّوَسُّل واحد يقال وَسَّل فلان إلى ربه وسيلة بالتشديد و تَوَسَّل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل.
( مختار الصحاح)

و في حديث الأذان [ الَّلهُمَّ آتِ محمداً الوَسِيلَة ] هي في الأصْل : ما يُتَوَصَّلُ به إلى الشَّيْء ويُتَقَرَّبُ به وجَمْعُها : وَسائِلُ . يُقال : وَسَلَ إليه وَسيلَة وتَوَسَّل . والمُراد به في الحديث القُرْبُ من اللَّه تعالى
وقِيل هي الشَّفاعة يومَ القِيامة .( النهاية في غريب الحديث)

فالتقرب الى الله بالعمل الصالح لا بد ان يكون على مراد الله عز وجل فلا يعبد الله ولا يتقرب اليه الا بما شرع وما رضي وما احب وهو سبيل وطريق واحد المتمثل بإتباع سنة وطريق وعمل النبي صلى الله عليه وسلم وهو المتقرر في شهادة كل موحد
أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم
فلا بد للعمل الصالح من اخلاص لله عز وجل ولابد للعمل الخالص لله من سنة فلا يقبل الله العمل الا اذا كان خالصا ولا يقبل العمل الصالح الا اذا كان على السنة
وكما لا يقبل العمل الذي على السنة الا اذا كان خالصا
كما قال تعالى " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " الكهف 110
فالعمل الصالح : هو ما كان على سنة النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يشرك بعبادة ربه: أي ان يكون خالصا لله ( طبعا على التفريق فيما اذا كان الشرك اكبر او اصغر)

عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" مسلم


فإذا تقرر هذا فلابد من تبيين التوسل المشروع وتزييف التوسل المبتور
التوسل بذوات الأنبياء أو حقهم أو حرمتهم أو جاههم أو الصالحين أو سيدي بو علم! ... نتوسل اليك يا الله بجاه فلان الفلاني ونتوسل .... الخ هذا التوسل الغير مشروع

التوسل المشروع:.
1- التوسل بأسماء الله تعالى وصفاته:.

قال الله "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " الأعراف 180
أي: ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى

عن أنس: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي ياقيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. " رواه ابوداود وصححه الالباني


وحديث عمار بن ياسر رضي الله عنه.... قال أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي..." النسائي واحمد وصححه الأرناؤوط


2-التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي:.
قال الله " الذين يقولون : ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار "آل عمران : 16


وقوله " ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " آل عمران 53


وقوله " إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار " آل عمران 193 - 194


وقوله تعالى " إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين " المؤمنون 109

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج

قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأدرتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها

قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت إني لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون" متفق عليه
(رهط ) ما دون العشرة من الرجال ولا يكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه .
( أووا المبيت ) التجؤوا إلى موضع ليبيتوا فيه .
( أغبق ) من الغبوق وهو شرب العشي .
( فناء بي ) بعد .
( أرح ) أرجع .
( فأردتها عن نفسها ) كناية عن طلب الجماع .
( ألمت بها سنة ) نزلت بها سنة من سني القحط فأحوجتها .
( الرقيق ) المملوك يطلق على الواحد والجمع والذكر والأنثى


3-التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الذي يحسب فيه الصلاح وتقوى الله :.

طبعا لمعرفة هذا الصنف من الناس ننظر هل هو من اهل المساجد وعمارها هل هو ممن يعظم حرمات الله ان تنتهك وهل يلتمس مرضاة الله عز وجل واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فهذا هو المقياس والمعيار لكي لا يلتبس اولياء الشيطان بأولياء الرحمن

قال الله " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون" يونس62-63


وعن عمرو بن جرير أن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى " قالوا يارسول الله تخبرنا من هم ؟ قال " هم قوم تحابوا بروح الله ( فسروه بالقرآن . كذا قال الخطابي ) على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" رواه ابو داود وصححه الألباني

(بروح الله ): أي هو الحب في الله



-ودليل جواز التوسل بدعاء الرجل الصالح

عن أنس بن مالك قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليهه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال يا رسول هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا . فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى . وقام ذلك الأعرابي أو قال غيره فقال يارسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا . فرفع يديه فقال ( اللهم حوالينا ولا علينا ) .

فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجىء أحد من ناحية إلا حدث بالجود" متفق عليه

(سنة ) شدة وجهد وقحط .
( العيال ) هم كل من يعوله الرجل ويقوم بالإنفاق عليه . ( قزعة ) قطعة غيم أو الغيم الرقيق .
( يتحادر ) ينزل ويقطر . ( حوالينا ) أنزل المطر في جوانبنا . ( الجوبة ) الفرجة المستديرة في السحاب أو أحاطت بها المياه كالحوض المستدير . ( قناة ) اسم لواد معين من أودية المدينة . ( بالجود ) المطر الغزير


و عن أنس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون" بخاري

قال الألباني" ومعنى قول عمر : إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم وإنا نتوسل إليك بعم نبينا أننا كنا نقصد نبينا صلى الله عليه وسلم ونطلب منه أن يدعو لنا ونتقرب إلى الله بدعائه والآن وقد انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس ونطلب منه أن يدعو لنا وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائهم :
اللهم بجاه نبيك اسقنا ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم : اللهم بجاه العباس اسقنا لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان....

وذكر ايضا" ومن ذلك أيضا ما رواه الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في ( تاريخه ) بسند صحيح عن التابعي الجليل سليم ابن عامر الحبائري :أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال : أين يزيد بن الأسود الحرشي ؟
فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد على المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية : اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الحرشي يا زيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم...

وروى ابن عساكر أيضا بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود أيضا : قم يا بكاء ( زاد في رواية : فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه)
فهذا معاوية رضي الله عنه أيضا لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لما سبق بيانه وإنما يتوسل بهذا الرجل الصالح : يزيد بن الأسود رحمه الله تعالى فيطلب منه أن يدعو الله تعالى ليسقيهم ويغيثهم . ويستجيب الله تبارك وتعالى طلبه . وحدث مثل هذا وفي ولاية الضحاك ابن قيس أيضا.

يتبع..

حازم الرفاتي
حازم الرفاتي
عضو رهيب
عضو رهيب

عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التوسل المشروع والتوسل الممنوع Empty رد: التوسل المشروع والتوسل الممنوع

مُساهمة من طرف حازم الرفاتي الإثنين مايو 11, 2009 11:09 am

التوسل الممنوع:.

1- دعاء الأولياء والصالحين:.

إن دعاء الصالحين والاستغاثة بهم والتوسل بجاهم لم يكن في دين الله تعالى قربة ولا عملا صالحا فيتوسل به ابدا وإنما كان كان شركا في عبادة الله محرما يخرج فاعله من الدين ويوجب له الخلود في جهنم
إن كل ما يفعله جهلة المسلمين اليوم من دعاء الصالحين كقول احدهم يا سيدي فلان ومولاي فلان خذ بيدي وكن لي كذا وادع الله لي بكذا وانا في حماك وانا بك وبالله وانا دخيلك الى غير ذلك من كلمات الشرك والباطل هو من الضلال والجهل والاسلام بريء منه اذ لم يشرعه ولم يأذن فيه بل حرمه ومنعه وتوعد عليه بمثل قول الله تعالى " انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار" المائدة 72

2-النذور للأولياء والصالحين :
إن ما ينذره جهلة المسلمين من نذور للأولياء والصالحين من اموات المسلمين ليس وسيلة مشروعة لله للتقرب الى الله تعالى ولا لقضاء الحاجات واستجابة الدعوات وانما هو شرك محرم وقع فيه من وقع من امة الاسلام لبعدهم عن دراسة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...كل هذا نذر لغير الله تعالى وعبادة صرفت لغيره تعالى فصاحبها آت أخطر باب من ابواب الشرك والاسلام بريء من عملهاذ ليس من عقائد المسلمين الاقبال على غير الله تعالى ...

3-الذبائح على ارواح الاولياء:

والله يقول"
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"الانعام (162)

ويقول " فصلِ لربك وانحر"

فصرف العبادة لغير الله تعالى شرك اكبر اذ العبادة هي غاية الحب مع الخوف والاذعان للواحد الديان فلا يجوز صرفها لمخلوق الا لله عز وجل

فقد وصف الله جل في علاه هذا في سورة الزمر "تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.."
فكانوا يتزلفون الى الله بالشركيات..
فلابد من اخلاص العبادة له وحده جل في علاه


4- العكوف حول قبور الصالحين:

5-6سؤال الله بجاه فلان او بحق فلان
ليس من التوسل الى الله تعالى طلبا للقرب ولا لقضاء الحاجات سؤال الله تعالى بجاه احد من خلقه
كقول احدهم : اللهم اني اسالك بجاه نبيك فلان او عبدك فلان اذ هذا التوسل لم يعرفه دين الاسلام فلم يرد في كتاب الله ولا سنة نبييه صلى الله عليه وسلم
والذي عرفه الاسلام وامر به ودعا اليه هو سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته..

قلت والاصل في العبادات الحظر ما لم يدل الدليل على مشروعيته والاصل في العادات الاباحة مالم يدل الدليل على حرمته

فقد قال صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" متفق عليه

انظر عقيد المؤمن للجزائري


احاديث يكثر الاستشهاد بها ...
منها

من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا . فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة " رواه ابن ماجه وفي الزوائد اسناده مسلسل بالضعفاء, وضعفه النووي, والالباني والأرناؤوط في المسند وغيرهم


ومنها

عن أنس
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون" بخاري

قال ابو بكر الجزائري " ووجه الشبهة في هذا الحديث ان يقال مادام عمر رضي الله عنه قد قال "اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا : وهو اقرار من عمر بانهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم لا نتوسل نحن اليوم بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
والجواب عن هذه الشبهة ان نقول ان توسلهم رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم كان يطلبهم منه ان يدعو الله تعالى بالغيث فيدعو فيستجيب الله دعوته ويسقيهم كما قد حصل مرارا
لا انهم كانوا يتوسلون الى الله تعالى بذات النبي صلى الله عليه وسلم او بجاهه فيقولون اللهم انا نتوسل اليك بنبيك او بجاه نبيك والنبي صلى الله عليه وسلم غائب عنهم ولم يدع الله تعالى لهم اذ لو كان الامر هكذا لما توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما وانما كان يقول اللهم انا نتوسل اليك بنبيك .... ولما توفي صلى الله عليه وسلم ولم يبق ليدعوا لهم توسلوا بالعباس ليدعو الله تعالى لهم فكان يدعو ويستجيب الله له فيسقون..."

ومنها

عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفعه فيّ
رواه الترمذي وصححه الالباني وغيره

قال الالباني بعد ان ذكر انه لا حجة في
اولا/ أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له وذلك قوله : ( ادع الله أن يعافيني ) فهو قد توسل إلى لله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجه به إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه الدعاء له بل كان يقعد في بيته ويدعو ربه....

ثانيا/ أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك )

ثالثا / إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله : ( فادع ) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له لأنه صلى الله عليه وسلم خير من وفى بما وعد وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق فقد شاء الدعاء وأصر عليه فإذن لا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له فثبت المراد وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته وبحرص منه على أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع وهو التوسل بالعمل الصالح ليجمع له الخير من أطرافه فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وهي تدخل في قوله تعالى ( وابتغوا إليه الوسيلة )

رابعا/ أن في الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أن يقول : ( اللهم فشفعه في ) وهذا يستحيل حمله على التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم
أو جاهه أو حقه إذ أن المعنى : اللهم أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم في أي اقبل دعاءه في أن ترد علي بصري والشفاعة لغة الدعاء وهو المراد بالشفاعة الثابتة له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء والصالحين يوم القيامة وهذا يبين أن الشفاعة أخص من الدعاء إذ لا تكون إلا إذا كان هناك اثنان يطلبان أمرا فيكون أحدهما شفيعا للآخر بخلاف الطالب الواحد الذي لم يشفع غيره قال في
لسان العرب
الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره والشافع الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب يقال تشفعت بفلان إلى فلان فشفعني فيه

فثبت بهذا الوجه أيضا أن توسل الأعمى إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بذاته

خامسا : إن مما علم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى أن يقوله : ( وشفعني فيه )
هذه الجملة صحت في الحديث أخرجها أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وهي وحدها حجة قاطعة على أن حمل الحديث على التوسل بالذات باطل
أي اقبل شفاعتي أي دعائي في أن تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم أي دعاءه في أن ترد علي بصري . هذا الذي لا يمكن أن يفهم من هذه الجملة سواه

ولهذا ترى المخالفين يتجاهلونها ولا يتعرضون لها من قريب أو من بعيد لأنها تنسف بنيانهم من القواعد وتجتثه من الجذور وإذا سمعوها رأيتهم ينظرون إليك نظر المغشي عليه . ذلك أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأعمى مفهومة ولكن شفاعة الأعمى في الرسول صلى الله عليه وسلم كيف تكون ؟ لا جواب لذلك عندهم البتة ومما يدل على شعورهم بأن هذه الجملة تبطل تأويلاتهم أنك لا ترى واحدا منهم يستعملها فيقول في دعائه مثلا : اللهم شفع في نبيك وشفعني فيه

حازم الرفاتي
حازم الرفاتي
عضو رهيب
عضو رهيب

عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى