كما تدين تدان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كما تدين تدان
كما تدين تدان
بقلم / فلسطيني غزاوي
'كما تدين تدان...' لعلنا سمعنا هذه المقولة كثيرا كثيرا ودائما نكررها إذا كان الحديث عن الظلم أو عقوق الوالدين وغيرها ولعلنا سمعنا من القصص التي تحكى والأخبار التي تروى ما يصدق هذه المقولة التي باتت دارجة بين الناس وما يشابهها من الأمثال الشعبية مثل' كله سلف ودين حتى المشى على الرجلين' وليس هنا مربط الفرس كما قال ولكن الغريب أن الكثيرين ممن يعلمون هذه المقولة ويحفظونها بل يرددونها وممن يعرفون الكثير من القصص الواقعية التي حدثت تحاكي هذه المقولة إلا أنهم لا يجعلون منها زاجرا لهم عن ظلم عباد الله.
اليوم طالعتنا وسائل الإعلام بخبر مفاده ' وفاة الحفيد الأكبر للرئيس حسني مبارك ونجل ابنه الأكبر علاء بعد 'أزمة صحية' ألمت به.وقال بيان أصدرته رئاسة الجمهورية إن محمد علاء مبارك البالغ من العمر 12 عاما توفي أمس الاثنين.وأضاف أن الأزمة الصحية التي تسببت في الوفاة استمرت يومين وذهب خلالها إلى العاصمة الفرنسية باريس للعلاج' وقبل التعليق على هذا الخبر ليس لنا إلا أن نقول بداية رحمك الله يا محمد وما تناولنا خبر وفاتك من باب الشماتة والعياذ بالله سوى لنوجه رسالة باسم الأطفال من أمثالك الذين يموتون كل يوم في قطاع غزة المحاصر.
وسائل الإعلام على اختلافها تناولت هذا الخبر مجردا من طلق أنه حدث يمس رئيس أبرز دولة عربية وفي نفس الوقت أكبر دولة عربية محاصرة بعد اليهود للقطاع، ولكننا هنا نتناوله بكل جرأة لنعبر بكم إلى دلالاته ونقول الطفل محمد علاء مبارك طارت به طائرة بعد الازمة الصحية التي المت به إلى باريس وإلى أعرق مستشفياتها للعلاج ولكن من أمثال محمد علاء مبارك المئات بل الالاف من الاطفال الذين يفارقون الحياة بصمت في قطاع غزة الذين لا يجدون سيارة اسعاف واحدة تعبر بهم الحدود إلى مستشفيات مصر الرديئة على اعتبار أنها أفضل تجهيزا من القطاع وليس طائرة تذهب بهم إلى باريس.
وهنا نقول يا مبارك أليس لك أن تعتبر مما جرى مع حفيدك وقد شربت من نفس الكأس الذي تسقيه كل يوم لأطفال غزة الذين لا يجدون سبيلا للعلاج سوى في الخارج فيما حضرتك تمنعهم من ذلك ألم تكن تحفظ مقولة ' كما تدين تدان' وأظنك قد درستها في مقرر الاعدادية حتى تتيقن أنه سيصيبك ما أصاب أطفال فلسطين وانا هنا لست أعلم المرض الذي مات منه حفيدك محمد ولكني لا اشك لحظة أن مئات الاطفال في القطاع مصابون بمثل هذا المرض.
هل لي أن أخاطبك بالجد مبارك وقد فقدت حفيدك محمد وليس شماتة والعياذ بالله ولكن كما يقال ' ما أغلى من الولد إلا ولد الولد' لعلي أحرك شيئا من بقايا أحاسيسك ومشاعرك المفقودة وأنت ترى أطفال فلسطين يموتون ساعة بعد ساعة ودعني اتساءل كيف كانت مشاعرك وهم يخبرونك أن حفيدك محمد قد مات أي أنك لن تراه ثانيه ولن تلاعبه مرة أخرى بل لن ترى ابتشسامته الجميلة واظن أنها سالت العبرات على وجنتيك حزنا عليه ولكنك على الأقل حاولت الاخذ بالاسباب فطارت به طائرتك الخاصة إلى باريس للعلاج، فقلي بربك كيف سيكون شعور ذلك الأب أو الجد الذي يرى طفله في غزة يموت بين يديه أو تلك الام التي تحضن طفلها وهي تعد الدقائق لمفارقت فلذت كبدها الحياة المؤكد أنهم ذرفوا مثل دمعاتك على حفيد محمد ولكن الفرق بينك وبينهم أيها الجد مبارك انهم قيل لهم تحتاجون السفر بطفلكم بسيارة عبر معبر رفح المصري الذي يملك زمامه الجد مبارك وليس بطائرة إلى باريس، فلا يستطيعون هذا ويعلمون أنه من رابع المستحيلات بعد أن علموا أن قسوة قلبك ايها الجد ستحول بينهم وبين هذه الرحلة القصيرة فيقررون أن يقضوا ما تبقى لهم من وقت مع اطفالهم بالقبلات الحانية والضمات المشفقة.
لعل وسائل الاعلام التي تتابع مشاهد الدفن لحظة بلحظة تسلي عنك أيها الجد مبارك أنت ومما سوزان كما تسمونها ولكن كل يوم تسير جنازة طفل فلسطيني في عمر حفيدك محمد علاء مبارك دون أن يتابعها أحد أو ينعاها احد ليواسي والديه وهنا اقول لك هل عرفت أخيرا الشعور الذي يعيشه كل يوم آباء وأمهات المرضى الذين يموتون في قطاع غزة بسببك من أمثال الطفل فارس وغيره.
وأخيرا هل لك سيادة الرئيس أن تعتبر من هذه الرسالة التي ساقها الله لك فقد مات حفيدك محمد بسبب المرض كما يموت أمثاله من أطفال غزة بالمرض كل يوم دون أن يجدوا فرصة الذهاب للعريش وليس لباريس كما وجدها حفيدك محمد رحمه الله واعلم أن الله سائلك عنهم جميعا فهم في عنقك واعلم أنك إن لم تعتبر فسيأتيك الله بالرسالة تتبعها الرسالة فاعتبر وتذكر أنك 'كما تدين تدان'.
بقلم / فلسطيني غزاوي
'كما تدين تدان...' لعلنا سمعنا هذه المقولة كثيرا كثيرا ودائما نكررها إذا كان الحديث عن الظلم أو عقوق الوالدين وغيرها ولعلنا سمعنا من القصص التي تحكى والأخبار التي تروى ما يصدق هذه المقولة التي باتت دارجة بين الناس وما يشابهها من الأمثال الشعبية مثل' كله سلف ودين حتى المشى على الرجلين' وليس هنا مربط الفرس كما قال ولكن الغريب أن الكثيرين ممن يعلمون هذه المقولة ويحفظونها بل يرددونها وممن يعرفون الكثير من القصص الواقعية التي حدثت تحاكي هذه المقولة إلا أنهم لا يجعلون منها زاجرا لهم عن ظلم عباد الله.
اليوم طالعتنا وسائل الإعلام بخبر مفاده ' وفاة الحفيد الأكبر للرئيس حسني مبارك ونجل ابنه الأكبر علاء بعد 'أزمة صحية' ألمت به.وقال بيان أصدرته رئاسة الجمهورية إن محمد علاء مبارك البالغ من العمر 12 عاما توفي أمس الاثنين.وأضاف أن الأزمة الصحية التي تسببت في الوفاة استمرت يومين وذهب خلالها إلى العاصمة الفرنسية باريس للعلاج' وقبل التعليق على هذا الخبر ليس لنا إلا أن نقول بداية رحمك الله يا محمد وما تناولنا خبر وفاتك من باب الشماتة والعياذ بالله سوى لنوجه رسالة باسم الأطفال من أمثالك الذين يموتون كل يوم في قطاع غزة المحاصر.
وسائل الإعلام على اختلافها تناولت هذا الخبر مجردا من طلق أنه حدث يمس رئيس أبرز دولة عربية وفي نفس الوقت أكبر دولة عربية محاصرة بعد اليهود للقطاع، ولكننا هنا نتناوله بكل جرأة لنعبر بكم إلى دلالاته ونقول الطفل محمد علاء مبارك طارت به طائرة بعد الازمة الصحية التي المت به إلى باريس وإلى أعرق مستشفياتها للعلاج ولكن من أمثال محمد علاء مبارك المئات بل الالاف من الاطفال الذين يفارقون الحياة بصمت في قطاع غزة الذين لا يجدون سيارة اسعاف واحدة تعبر بهم الحدود إلى مستشفيات مصر الرديئة على اعتبار أنها أفضل تجهيزا من القطاع وليس طائرة تذهب بهم إلى باريس.
وهنا نقول يا مبارك أليس لك أن تعتبر مما جرى مع حفيدك وقد شربت من نفس الكأس الذي تسقيه كل يوم لأطفال غزة الذين لا يجدون سبيلا للعلاج سوى في الخارج فيما حضرتك تمنعهم من ذلك ألم تكن تحفظ مقولة ' كما تدين تدان' وأظنك قد درستها في مقرر الاعدادية حتى تتيقن أنه سيصيبك ما أصاب أطفال فلسطين وانا هنا لست أعلم المرض الذي مات منه حفيدك محمد ولكني لا اشك لحظة أن مئات الاطفال في القطاع مصابون بمثل هذا المرض.
هل لي أن أخاطبك بالجد مبارك وقد فقدت حفيدك محمد وليس شماتة والعياذ بالله ولكن كما يقال ' ما أغلى من الولد إلا ولد الولد' لعلي أحرك شيئا من بقايا أحاسيسك ومشاعرك المفقودة وأنت ترى أطفال فلسطين يموتون ساعة بعد ساعة ودعني اتساءل كيف كانت مشاعرك وهم يخبرونك أن حفيدك محمد قد مات أي أنك لن تراه ثانيه ولن تلاعبه مرة أخرى بل لن ترى ابتشسامته الجميلة واظن أنها سالت العبرات على وجنتيك حزنا عليه ولكنك على الأقل حاولت الاخذ بالاسباب فطارت به طائرتك الخاصة إلى باريس للعلاج، فقلي بربك كيف سيكون شعور ذلك الأب أو الجد الذي يرى طفله في غزة يموت بين يديه أو تلك الام التي تحضن طفلها وهي تعد الدقائق لمفارقت فلذت كبدها الحياة المؤكد أنهم ذرفوا مثل دمعاتك على حفيد محمد ولكن الفرق بينك وبينهم أيها الجد مبارك انهم قيل لهم تحتاجون السفر بطفلكم بسيارة عبر معبر رفح المصري الذي يملك زمامه الجد مبارك وليس بطائرة إلى باريس، فلا يستطيعون هذا ويعلمون أنه من رابع المستحيلات بعد أن علموا أن قسوة قلبك ايها الجد ستحول بينهم وبين هذه الرحلة القصيرة فيقررون أن يقضوا ما تبقى لهم من وقت مع اطفالهم بالقبلات الحانية والضمات المشفقة.
لعل وسائل الاعلام التي تتابع مشاهد الدفن لحظة بلحظة تسلي عنك أيها الجد مبارك أنت ومما سوزان كما تسمونها ولكن كل يوم تسير جنازة طفل فلسطيني في عمر حفيدك محمد علاء مبارك دون أن يتابعها أحد أو ينعاها احد ليواسي والديه وهنا اقول لك هل عرفت أخيرا الشعور الذي يعيشه كل يوم آباء وأمهات المرضى الذين يموتون في قطاع غزة بسببك من أمثال الطفل فارس وغيره.
وأخيرا هل لك سيادة الرئيس أن تعتبر من هذه الرسالة التي ساقها الله لك فقد مات حفيدك محمد بسبب المرض كما يموت أمثاله من أطفال غزة بالمرض كل يوم دون أن يجدوا فرصة الذهاب للعريش وليس لباريس كما وجدها حفيدك محمد رحمه الله واعلم أن الله سائلك عنهم جميعا فهم في عنقك واعلم أنك إن لم تعتبر فسيأتيك الله بالرسالة تتبعها الرسالة فاعتبر وتذكر أنك 'كما تدين تدان'.
حازم الرفاتي- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
عزاء آل مبارك....د/ابراهيم حمامي
عزاء آل مبارك
بداية وقبل كل شيء وبعيداً عن أي تأثيرات سياسية أو غيرها نتوجه لأهل الطفل الفقيد محمد علاء حسني مبارك بتعازينا الحارة لمصابهم الجلل سائلين المولىعز وجل أن يتقبله ويتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته، آمين.
ما من شك أن للموت رهبة لا توازيها رهبة، وموعظة ما بعدها موعظة، خاصة عندما يتعلق الأمر بطفل بريء، بغض النظر ابن من يكون أو من هو جده، للطفولة معنى وآلام عندما ترحل عن هذه الدنيا، ربما يعرفها أكثر من أكرمه المولى عز وجل ورزقه الأبناء، وما من شك أيضاً أن دموع الأطفال تقطع القلوب، وأنّاتهم تمزقها، ورحيلهم لا يمكن وصفه، صبّر الله سبحانه وتعالى كل مكلوم بابن أو حفيد.
لم أتمالك نفسي ورغماً عني تابعت الخبر الذي تناقلته كل وسائل الاعلام، وغطته كل وسائلها، وتبوء الموقع الأول لدى بعضها، وطغت مظاهر الحزن الرسمية على كل شيء في مصر، واحتشدت الجامعة العربية والأزهر ومؤسسات وشخصيات الدولة الرسمية وأعضاء السلك الدبلوماسي لوداع الفقيد محمد، وعرف القاصي والداني قصته، وترحم عليه ودعا له، قلت لم أتمالك نفسي وأنا أتابع إلا أن أعقد مقارنة وأطرح أسئلة، عادة تفرضها مثل تلك المواقف، ألا نتذكر مآسينا عند وفاة أحد أقاربنا، ألست أتذكر والدي رحمه الله كلما رحل والد أحدهم؟ مقارنات وتساؤلات ليست من باب المناكفة في مثل هذه المواقف، لكنها وكما قلت تفرض نفسها.
الفقيد الطفل وبحسب التقارير تعرض لوعكة صحية بعد تناوله لوجبة طعام فاسد في مكان ما، نقل بعدها إلى مستشفى في القاهرة ومنها بطائرة خاصة إلى باريس ليعود ويتوفاه الله في القاهرة، هذا حفيد رئيس الدولة يتناول وجبة طعام فاسدة فما بالكم بعامة الشعب وأولادهم؟ وماذا عن أطفال غزة الذين يتناولون الفاسد والأكثر فساداً؟ هذا ان وجدوا ما يسد رمقهم، من لهؤلاء؟
التقارير ذكرت وذكّرت بتعلق الرئيس مبارك بحفيده الأكبر وعرضت صور له مع حفيده الراحل، وهنا أتوجه للرئيس المصري حسني مبارك بطلب بسيط، بل أستحلفه بالله أن يشاهد قصة الطفل الفلسطيني فراس أسعد ابن العامين الذي فارق الحياة بسبب حصار جائر يفرض على غزة، استحلفك بالله ولن تندم، بل ربما خففت مصيبة أهله من مصابكم، أهله الذين كان فراس وحيدهم، مصابهم الذي ربما خفف من مصابكم، أو ربما زاده، فالمشترك أن الحالتين قضاء الله وقدره، لكن فراس أسعد رحل قضاء وقدر وكذلك من صنع وحصار البشر.
سيادة الرئيس حسني مبارك
فقيدكم كان له بواكي وحداد وجنازة وصلوات، لكن الآلاف من أطفال الشعب الفلسطيني لا بواكي لهم، منهم الجرحى والمعاقين والأيتام، ومنهم من لم يعرف للطفولة معنى.
أعذرني لهذه المقارنات والتساؤلات، لكنها فرضت نفسها كما ذكرت وأنا أرى وأتابع الخبر الحزين بمصابكم، أؤكد لكم أنها لسان حال الملايين من المكلومين والمحاصرين من الأخ والشقيق والقريب قبل العدو والغريب، لا علاقة بالشأن السياسي بما قلت وأقول ، لكنها عظة الموت، ولكم أن تسألوا شيخ الأزهر الذي عينتموه وتقدم الصفوف في جنازة الراحل محمد في مسج آل رشدان بالقاهرة، أسألوه كم مرة في حياته كرر "كفى بالموت واعظاً" وكم مرة في حياته كرر "من لم يتعظ بالموت فما له من واعظ"، نعم هو الواعظ الذي نأمل أن يخفف عن أطفالنا وأهلنا في غزة، وهو ما حفظناه ونردده دائماً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال : ( من لا يرحم لا يرحم ) رواه البخاري.
أخيراً وحتى لا نطيل عليكم في هذه المناسبة الأليمة نذكركم بقوله تعالى:
"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" الزمر(30)
لآل مبارك وخاصة والد ووالدة محمد خالص العزاء، رحم الله محمد علاء حسني مبارك، ورحم أمواتنا أجمعين، ورحمنا معهم يوم نلحق بهم.
"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" البقرة (156)
بداية وقبل كل شيء وبعيداً عن أي تأثيرات سياسية أو غيرها نتوجه لأهل الطفل الفقيد محمد علاء حسني مبارك بتعازينا الحارة لمصابهم الجلل سائلين المولىعز وجل أن يتقبله ويتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته، آمين.
ما من شك أن للموت رهبة لا توازيها رهبة، وموعظة ما بعدها موعظة، خاصة عندما يتعلق الأمر بطفل بريء، بغض النظر ابن من يكون أو من هو جده، للطفولة معنى وآلام عندما ترحل عن هذه الدنيا، ربما يعرفها أكثر من أكرمه المولى عز وجل ورزقه الأبناء، وما من شك أيضاً أن دموع الأطفال تقطع القلوب، وأنّاتهم تمزقها، ورحيلهم لا يمكن وصفه، صبّر الله سبحانه وتعالى كل مكلوم بابن أو حفيد.
لم أتمالك نفسي ورغماً عني تابعت الخبر الذي تناقلته كل وسائل الاعلام، وغطته كل وسائلها، وتبوء الموقع الأول لدى بعضها، وطغت مظاهر الحزن الرسمية على كل شيء في مصر، واحتشدت الجامعة العربية والأزهر ومؤسسات وشخصيات الدولة الرسمية وأعضاء السلك الدبلوماسي لوداع الفقيد محمد، وعرف القاصي والداني قصته، وترحم عليه ودعا له، قلت لم أتمالك نفسي وأنا أتابع إلا أن أعقد مقارنة وأطرح أسئلة، عادة تفرضها مثل تلك المواقف، ألا نتذكر مآسينا عند وفاة أحد أقاربنا، ألست أتذكر والدي رحمه الله كلما رحل والد أحدهم؟ مقارنات وتساؤلات ليست من باب المناكفة في مثل هذه المواقف، لكنها وكما قلت تفرض نفسها.
الفقيد الطفل وبحسب التقارير تعرض لوعكة صحية بعد تناوله لوجبة طعام فاسد في مكان ما، نقل بعدها إلى مستشفى في القاهرة ومنها بطائرة خاصة إلى باريس ليعود ويتوفاه الله في القاهرة، هذا حفيد رئيس الدولة يتناول وجبة طعام فاسدة فما بالكم بعامة الشعب وأولادهم؟ وماذا عن أطفال غزة الذين يتناولون الفاسد والأكثر فساداً؟ هذا ان وجدوا ما يسد رمقهم، من لهؤلاء؟
التقارير ذكرت وذكّرت بتعلق الرئيس مبارك بحفيده الأكبر وعرضت صور له مع حفيده الراحل، وهنا أتوجه للرئيس المصري حسني مبارك بطلب بسيط، بل أستحلفه بالله أن يشاهد قصة الطفل الفلسطيني فراس أسعد ابن العامين الذي فارق الحياة بسبب حصار جائر يفرض على غزة، استحلفك بالله ولن تندم، بل ربما خففت مصيبة أهله من مصابكم، أهله الذين كان فراس وحيدهم، مصابهم الذي ربما خفف من مصابكم، أو ربما زاده، فالمشترك أن الحالتين قضاء الله وقدره، لكن فراس أسعد رحل قضاء وقدر وكذلك من صنع وحصار البشر.
سيادة الرئيس حسني مبارك
فقيدكم كان له بواكي وحداد وجنازة وصلوات، لكن الآلاف من أطفال الشعب الفلسطيني لا بواكي لهم، منهم الجرحى والمعاقين والأيتام، ومنهم من لم يعرف للطفولة معنى.
أعذرني لهذه المقارنات والتساؤلات، لكنها فرضت نفسها كما ذكرت وأنا أرى وأتابع الخبر الحزين بمصابكم، أؤكد لكم أنها لسان حال الملايين من المكلومين والمحاصرين من الأخ والشقيق والقريب قبل العدو والغريب، لا علاقة بالشأن السياسي بما قلت وأقول ، لكنها عظة الموت، ولكم أن تسألوا شيخ الأزهر الذي عينتموه وتقدم الصفوف في جنازة الراحل محمد في مسج آل رشدان بالقاهرة، أسألوه كم مرة في حياته كرر "كفى بالموت واعظاً" وكم مرة في حياته كرر "من لم يتعظ بالموت فما له من واعظ"، نعم هو الواعظ الذي نأمل أن يخفف عن أطفالنا وأهلنا في غزة، وهو ما حفظناه ونردده دائماً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال : ( من لا يرحم لا يرحم ) رواه البخاري.
أخيراً وحتى لا نطيل عليكم في هذه المناسبة الأليمة نذكركم بقوله تعالى:
"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" الزمر(30)
لآل مبارك وخاصة والد ووالدة محمد خالص العزاء، رحم الله محمد علاء حسني مبارك، ورحم أمواتنا أجمعين، ورحمنا معهم يوم نلحق بهم.
"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" البقرة (156)
حازم الرفاتي- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 497
العمر : 42
نقاط : 1041
تاريخ التسجيل : 05/02/2009
رد: كما تدين تدان
مشكور يا حازم انا لله وانا اليه راجعون
بنت غزة- عضو فعال
- عدد المساهمات : 97
العمر : 40
نقاط : 120
تاريخ التسجيل : 11/05/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى