حينما ينطق السفيه وينتفخ الرويبضة
3 مشترك
منتديات دانيال :: مجالس دانيال الدينية و الأدبية و العلمية و التقنية :: المجالس الدينية :: المواضيع الدينية
صفحة 1 من اصل 1
حينما ينطق السفيه وينتفخ الرويبضة
قال العلامة ابن منظور: (السفه والسفاه والسفاهة خفة الحلم وقيل نقيض الحلم وأصله الخفة والحركة وقيل الجهل وهو قريب بعضه من بعض وقد سفه حلمه ورأيه ونفسه سفها وسفاها وسفاهة حمله على السفه).
ووردت في القرآن بهذا المعنى لما قال المولى عز وجل واصفا اليهود وقيل المشركين وقيل المنافقين (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها).
بروز السفيه مصيبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل: و ما الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
فإذا سألنا أنفسنا "هل السفيه رجل تافه"؟
وإذا سألنا أنفسنا "هل السفيه يتكلم في أمر العامة"؟
سنقوم قولا واحدا "نعم" لكلا السؤالين.
إذاً السفيه رجل تافه يتكلم في أمر العامة، فإذا طُرحت قضية سياسية حساسة لعلع فيها، وإذا طرحت قضية اجتماعية ضرب فيها بسهم، وإذا نوقشت قضية شرعية وضع قدمه فيها وقال "دعك من أقوال فلان وفلان" وضرب أقوال أهل العلم بالحائط، هو السياسي المحنك والفقيه البحر والمصلح العدل.
وأنّى لعالم بعد هذه المصيبة أن يُفتي؟
وأنّى لداعية بعد ذاك أن يعظ؟
وأنّى لمصلح أن يُرشد؟
وفي الحديث السابق نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرن زمن ظهور الرويبضة (السفيه) بانهيار النظام الأخلاقي، حيث يؤتمن الخائن ويُخوّن الأمين ويُكذب الصادق، ويُصدق الكاذب، ثم يظهر هذا السفيه ليتكلم في امور العامة، وهو أجهل من حمار أهله.
لا تحاور سفيها حتى لا تفتنه
يقول أحد الأخوة العاملين في مجلة دعوية بأن رجلا اتصل به وأنكر نشر حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ونصه:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول.
والحديث صحيح رواه مسلم.
فقال المتصل أن هذا الحديث يتناقض مع قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم" فجلس يحاور الرجل ويبين له بأن هؤلاء كانا من المنافقين وأن معنى السب هنا ليس القول القبيح ولكن وصف سوء فعلهما، وقيل أنه لعنهما، واستمر هذا السفيه على جداله لهذا الأخ حتى تطاول في الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الفاظا قبيحة مثل "مستحيل النبي يسب الناس وإلا أصبح قليل حياء وعديم خلق" فهذا تطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه اشترط وقوع النبي صلى الله عليه وسلم في السب ليترتب عليه وصفه بقلة الحياء وعدم الخلق، والعتب على الأخ الذي استرسل في مجادلة السفيه حتى فُتن هذا السفيه برغبته في الانتصار لنفسه ولرأيه دون الانتصار للحق، والقصص التي تُسرد في هذا المقام كثيرة ولكن المقام لا يطول لبسطها.
هدف السفيه من الجدال والخصومة
السفيه لا قدرة لديه لحوارك، استدلالاته باطلة، وتفكيره قاصر، وأفقه ضيق، ومنطقه لجاجة، فما الذي يدفعك لحواره؟
هدفك الإصلاح وهدفه الزهو بنفسه.
هدفك التصحيح وهدفه مجاراتك، وما لسفيه في مجارات الحليم دواء.
هدفك هدايته وهدفه الصعود على كتفك ليكون مثلك، وهيهات للدجاج أن يرافق الصقر.
فاعلم ان وصولك معه لنتيجة هو أمر من الخيال، ومأمولك منه ضربا من المحال، فاقطع بينك وبينه حبل الوصال.
السفيه يعتلي بمجادلة الحليم والحليم يشقى بمجادلة السفيه
إذا سألت أي عاقل متعلم ما ناتج جمع 1 و 1، سيقول لك 2، وربما تحذلق قليلا وقال 11، وأما السفيه، فبالليل سيقول لك 3 وبالنهار 4، وفي اليوم التالي سيقول لك عكس ذلك، بل ربما إذا سألته عن 1+1 كم يساوي، سيقول لك "3 + 2 = 3".
اجتماعك معه على أرضية مشتركة لن تصل إليه، وإذا وصلت معه الى اتفاق منشود في كيفية الحوار فتذكر أنه سيبحث عن كل مخرج ليفسد هذا الاتفاق، فإلزاماتك الحوارية له لا تلزمه، واستدلالاتك لا قيمة لها، واستئناسك ضائع، حتى تشعر وكأنك تحفر بأظافرك في صخر، وما هو بصخر، آن أوان التعقل، وآن ترك حوار السفيه والجاوز عنه، فالعمر معدود، والطريق مسدود، فلم التكلف في الرد ولم التعسف على النفس بالشد، تجاوز عن الأحمق وامضي عن الأخرق، فحاورك معه حتما سيوبقك، وسكوتك عنه سينصرك.
فإذا ما ضاق صدرك من تلاحي السفيه، وتجرأ عليك تصريحا أو تُقية أو تلميحا، فلا تكترث، فإن تركك له غائضه، فلن يحقق مأربه في التسلق على كتفك، ولن يصل لمبتغاه من الشموخ بذلة الاثم، وليبوء باثمه واثمك فيكون من النادمين، وتذكر قول الناظم:
واذا أمن الجهال جهلك مرةً - فعرضك للجهال غنم من الغنم
وان أنت نازيت السفيه اذا نزا - فانت سفيه مثله غير ذي حلم
ولا تتعرضن للسفيه و داره - بمنزلة بين العداوة و السلم
فيخشاك تاراتِ و يرجوك مرة - و تأخد فيما بين ذلك بالحزم
ولكن نصبر إذا ابتلانا الله بهم، وعزاؤنا قول المثل (ذل من لا سفيه له) وقيل (ما قل سفهاء قوم إلا ذلوا) فالحمد لله الذي جعل في الأمة سفهاء يرفعون عنها الحرج كما جعل فداء أمة النبي صلى الله عليه وسلم بيأجوج ومأجوج كما ثبت في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يقول الله تعالى: يا آدم؟ فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك. فيقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين. فعنده يشيب الصغير (وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد؟ قال: أبشروا. فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. فكبرنا. فقال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود.
وعزاؤنا أن السكوت عن السفيه فلاح وأن الرد على السفيه سفه:
قالوا سكتّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم - إن الجوابَ لباب الشر مفتاحُ
والصمتُ عن جاهلٍ او أحمقٍ شرفٌ - وفيه أيضا لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ - والكلبُ يخسى لعمري وهو نبّاحُ
ويبقى من عادة الرجل العاقل تجنب ورود مورد يرده السفهاء ولسان حاله يقول:
سأترك ماءكم من غير ورد - وذاك لكثرة الوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام - رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء - إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن - ولا يرضى مساهمة السفيه
وإياك أن تظن أن سكوتك عن السفيه فشل، بل هو قمة النجاح، ولينتبه السفيه أن سكوت الحليم عنه منقصة لا مفخرة، ولكن شدة السفه جعلته يستشعر سكوت الكرام عنه منقبة فيه، وأن سكوت الحليم عن الرد ليس بعجز، فإذا ما تحداك السفيه بنهيقيه فلا تضاهيه كيلا تكون بغلا مثله، وتذكر أيها الحليم أن ردك على السفيه اشباع لرغبات نفسية لديه:
إذا نطق السفيه فلا تجبه - فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه - وإن تركته كمدا يموت
واختم بما أورده الثعالبي في فقه اللغة مع تصرف بسيط:
إذا كان به أدنى حمق وأهونه فهو أبله، فإذا زاد ما به من ذلك وانضاف إليه عدم الرفق في أموره فهو أخرق، فإذا كان به مع ذلك تسرع وفي قده طول فهو أهوج، فإذا لم يكن له رأي يرجع إليه فهو مأفون ومأفوك، فإذا كان كأن عقله قد أخلق وتمزق فاحتاج إلى أن يرقع فهو رقيع، فإذا زاد على ذلك فهو مرقعان ومرقعانة، فإذا زاد حمقه فهو بوهة وعباماء ويهفوف، فإذا اشتد حمقه فهو خنفع هبنقع وهلباجة وعفنجج، فإذا كان مشبعاً حمقاً فهو عفيك ولفيك.
___________________________________
ووردت في القرآن بهذا المعنى لما قال المولى عز وجل واصفا اليهود وقيل المشركين وقيل المنافقين (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها).
بروز السفيه مصيبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل: و ما الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
فإذا سألنا أنفسنا "هل السفيه رجل تافه"؟
وإذا سألنا أنفسنا "هل السفيه يتكلم في أمر العامة"؟
سنقوم قولا واحدا "نعم" لكلا السؤالين.
إذاً السفيه رجل تافه يتكلم في أمر العامة، فإذا طُرحت قضية سياسية حساسة لعلع فيها، وإذا طرحت قضية اجتماعية ضرب فيها بسهم، وإذا نوقشت قضية شرعية وضع قدمه فيها وقال "دعك من أقوال فلان وفلان" وضرب أقوال أهل العلم بالحائط، هو السياسي المحنك والفقيه البحر والمصلح العدل.
وأنّى لعالم بعد هذه المصيبة أن يُفتي؟
وأنّى لداعية بعد ذاك أن يعظ؟
وأنّى لمصلح أن يُرشد؟
وفي الحديث السابق نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرن زمن ظهور الرويبضة (السفيه) بانهيار النظام الأخلاقي، حيث يؤتمن الخائن ويُخوّن الأمين ويُكذب الصادق، ويُصدق الكاذب، ثم يظهر هذا السفيه ليتكلم في امور العامة، وهو أجهل من حمار أهله.
لا تحاور سفيها حتى لا تفتنه
يقول أحد الأخوة العاملين في مجلة دعوية بأن رجلا اتصل به وأنكر نشر حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ونصه:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول.
والحديث صحيح رواه مسلم.
فقال المتصل أن هذا الحديث يتناقض مع قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم" فجلس يحاور الرجل ويبين له بأن هؤلاء كانا من المنافقين وأن معنى السب هنا ليس القول القبيح ولكن وصف سوء فعلهما، وقيل أنه لعنهما، واستمر هذا السفيه على جداله لهذا الأخ حتى تطاول في الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الفاظا قبيحة مثل "مستحيل النبي يسب الناس وإلا أصبح قليل حياء وعديم خلق" فهذا تطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه اشترط وقوع النبي صلى الله عليه وسلم في السب ليترتب عليه وصفه بقلة الحياء وعدم الخلق، والعتب على الأخ الذي استرسل في مجادلة السفيه حتى فُتن هذا السفيه برغبته في الانتصار لنفسه ولرأيه دون الانتصار للحق، والقصص التي تُسرد في هذا المقام كثيرة ولكن المقام لا يطول لبسطها.
هدف السفيه من الجدال والخصومة
السفيه لا قدرة لديه لحوارك، استدلالاته باطلة، وتفكيره قاصر، وأفقه ضيق، ومنطقه لجاجة، فما الذي يدفعك لحواره؟
هدفك الإصلاح وهدفه الزهو بنفسه.
هدفك التصحيح وهدفه مجاراتك، وما لسفيه في مجارات الحليم دواء.
هدفك هدايته وهدفه الصعود على كتفك ليكون مثلك، وهيهات للدجاج أن يرافق الصقر.
فاعلم ان وصولك معه لنتيجة هو أمر من الخيال، ومأمولك منه ضربا من المحال، فاقطع بينك وبينه حبل الوصال.
السفيه يعتلي بمجادلة الحليم والحليم يشقى بمجادلة السفيه
إذا سألت أي عاقل متعلم ما ناتج جمع 1 و 1، سيقول لك 2، وربما تحذلق قليلا وقال 11، وأما السفيه، فبالليل سيقول لك 3 وبالنهار 4، وفي اليوم التالي سيقول لك عكس ذلك، بل ربما إذا سألته عن 1+1 كم يساوي، سيقول لك "3 + 2 = 3".
اجتماعك معه على أرضية مشتركة لن تصل إليه، وإذا وصلت معه الى اتفاق منشود في كيفية الحوار فتذكر أنه سيبحث عن كل مخرج ليفسد هذا الاتفاق، فإلزاماتك الحوارية له لا تلزمه، واستدلالاتك لا قيمة لها، واستئناسك ضائع، حتى تشعر وكأنك تحفر بأظافرك في صخر، وما هو بصخر، آن أوان التعقل، وآن ترك حوار السفيه والجاوز عنه، فالعمر معدود، والطريق مسدود، فلم التكلف في الرد ولم التعسف على النفس بالشد، تجاوز عن الأحمق وامضي عن الأخرق، فحاورك معه حتما سيوبقك، وسكوتك عنه سينصرك.
فإذا ما ضاق صدرك من تلاحي السفيه، وتجرأ عليك تصريحا أو تُقية أو تلميحا، فلا تكترث، فإن تركك له غائضه، فلن يحقق مأربه في التسلق على كتفك، ولن يصل لمبتغاه من الشموخ بذلة الاثم، وليبوء باثمه واثمك فيكون من النادمين، وتذكر قول الناظم:
واذا أمن الجهال جهلك مرةً - فعرضك للجهال غنم من الغنم
وان أنت نازيت السفيه اذا نزا - فانت سفيه مثله غير ذي حلم
ولا تتعرضن للسفيه و داره - بمنزلة بين العداوة و السلم
فيخشاك تاراتِ و يرجوك مرة - و تأخد فيما بين ذلك بالحزم
ولكن نصبر إذا ابتلانا الله بهم، وعزاؤنا قول المثل (ذل من لا سفيه له) وقيل (ما قل سفهاء قوم إلا ذلوا) فالحمد لله الذي جعل في الأمة سفهاء يرفعون عنها الحرج كما جعل فداء أمة النبي صلى الله عليه وسلم بيأجوج ومأجوج كما ثبت في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يقول الله تعالى: يا آدم؟ فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك. فيقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين. فعنده يشيب الصغير (وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد؟ قال: أبشروا. فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. فكبرنا. فقال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود.
وعزاؤنا أن السكوت عن السفيه فلاح وأن الرد على السفيه سفه:
قالوا سكتّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم - إن الجوابَ لباب الشر مفتاحُ
والصمتُ عن جاهلٍ او أحمقٍ شرفٌ - وفيه أيضا لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ - والكلبُ يخسى لعمري وهو نبّاحُ
ويبقى من عادة الرجل العاقل تجنب ورود مورد يرده السفهاء ولسان حاله يقول:
سأترك ماءكم من غير ورد - وذاك لكثرة الوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام - رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء - إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن - ولا يرضى مساهمة السفيه
وإياك أن تظن أن سكوتك عن السفيه فشل، بل هو قمة النجاح، ولينتبه السفيه أن سكوت الحليم عنه منقصة لا مفخرة، ولكن شدة السفه جعلته يستشعر سكوت الكرام عنه منقبة فيه، وأن سكوت الحليم عن الرد ليس بعجز، فإذا ما تحداك السفيه بنهيقيه فلا تضاهيه كيلا تكون بغلا مثله، وتذكر أيها الحليم أن ردك على السفيه اشباع لرغبات نفسية لديه:
إذا نطق السفيه فلا تجبه - فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه - وإن تركته كمدا يموت
واختم بما أورده الثعالبي في فقه اللغة مع تصرف بسيط:
إذا كان به أدنى حمق وأهونه فهو أبله، فإذا زاد ما به من ذلك وانضاف إليه عدم الرفق في أموره فهو أخرق، فإذا كان به مع ذلك تسرع وفي قده طول فهو أهوج، فإذا لم يكن له رأي يرجع إليه فهو مأفون ومأفوك، فإذا كان كأن عقله قد أخلق وتمزق فاحتاج إلى أن يرقع فهو رقيع، فإذا زاد على ذلك فهو مرقعان ومرقعانة، فإذا زاد حمقه فهو بوهة وعباماء ويهفوف، فإذا اشتد حمقه فهو خنفع هبنقع وهلباجة وعفنجج، فإذا كان مشبعاً حمقاً فهو عفيك ولفيك.
___________________________________
بنت غزة- عضو فعال
- عدد المساهمات : 97
العمر : 40
نقاط : 120
تاريخ التسجيل : 11/05/2009
رد: حينما ينطق السفيه وينتفخ الرويبضة
جزاكي الله كل خيررر يا بنت غزة
مشكووووووورة
مشكووووووورة
حنان الرفاتي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 102
العمر : 33
نقاط : 114
تاريخ التسجيل : 11/03/2009
رد: حينما ينطق السفيه وينتفخ الرويبضة
هذه علامة من علامات الساعة ان يأتي شخص تافه بكل ما تحتويه الكلمة من معنى ويتكلم في امور لا يفقه فيها .....
مع الاسف كتـيــــــــــر صارت موجودة عندنا ما في اكتر من التافهين اللي بيحكوا بأمور ما بتخصهم .....
يسلمووووووووووووو يا بنت غزة عالموضووووووع الرائـــــــــــــع جدا جدا ........
مع الاسف كتـيــــــــــر صارت موجودة عندنا ما في اكتر من التافهين اللي بيحكوا بأمور ما بتخصهم .....
يسلمووووووووووووو يا بنت غزة عالموضووووووع الرائـــــــــــــع جدا جدا ........
hanaa rafati- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 410
العمر : 32
نقاط : 509
تاريخ التسجيل : 28/02/2009
منتديات دانيال :: مجالس دانيال الدينية و الأدبية و العلمية و التقنية :: المجالس الدينية :: المواضيع الدينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى